أطفالنا ضحية التخوفات الوهمية والدلال المفرط
الوطنية 2 عزوزة ما يهمها قرص فهي تواصل الإعادات بشكل وحشي وعشوائي لأنها ركنت إلى الكسل والجمود ولم تنتج الجديد حتى إن بعض المسلسلات تبث 4 مرات في سنة واحدة وكان بإمكانها على الأقل تنظيم الإعادات ولكن حتى هذه بخلوا عنها ولا يختلف الأمر في الوطنية 1 بينما لا ندري أين تذهب أموال معلوم الإذاعة والتلفزة الذي يدفعه كل مواطن غصبا عنه… كل ذلك يشهد أننا نتحسر على زمن ماض كانت فيه الدراما وحتى الكرة في مستوى راق لم نبلغه اليوم ومن بين الأعمال المعادة نجد الكواسر ولكن الغريب في الأمر أن الوطنية 2 وأثناء عرض المسلسل أصبحت تضع علامة 12- فلماذا لم تضعها منذ الحلقة الأولى منه ؟ ما الذي يزعج في هذا العمل الرائع ؟ لقد شاهدناه صغارا وكبارا وتمتعنا به وقد علّمنا العزة والنخوة والقيم العربية وتربّينا أحسن تربية ولم تكن الوطنية تضع هذه العلامة ولا أي قناة عربية آنذاك فهل سيحاسب أطفال التسعينيات القنوات الباثة لأنها لم تخف عليهم في ذلك الوقت ؟ لماذا أصبحنا نخاف على أطفالنا حتى من نسمة الهواء ؟ لقد أصبحوا غير معتمدين على أنفسهم نقرأ لهم التمارين ونعطيهم نصف الإجابة أما البحوث فينجزها الآباء والأمهات والكتبيون فيقدمها التلميذ دون أدنى وعي منه بمحتواها.. أولياء يوصلون أبناءهم حتى باب القسم ويفرطون في تدليلهم فينشأ الشاب غير مسؤول وتنشأ الفتاة غير قادرة حتى على قلي بيضة وتعتبر الزواج عقابا لها وحدّا لها من حريتها لأن المسؤولية صعبة عليها… كم أن صغارنا بحاجة إلى متابعة الكواسر والجوارح والعبابيد والموت القادم إلى الشرق حتى ينشؤوا محبين لوطنهم ولهُويّتهم وبشخصيات قوية صلبة لا تهزها حوادث الدهر ولا تؤثر فيها الميوعة والانحرافات المنتشرة في كل مكان.. وددت أن كل الأطفال وحتى الرّضّع يشاهدون هذه الدرر حتى ينصلح حالهم ويشتد عودهم كما كان الصغار في التسعينيات وقبل ذلك.. هل تزعج بعض اللقطات من الفروسية وصمود وعناد خالد أمام شقيف حتى غلبه وفي ذلك إشارة إلى الصراع العربي الإسرائيلي ؟ من هم الخبراء أو الجهابذة الذين يمنعون أطفالنا من مشاهدة هذه الأعمال القيّمة ؟ الحمد لله أننا لم نكن نملك مثلهم في التسعينيات رغم أن أهلنا ودولتنا كانوا يراقبوننا ويهتمون بحالنا أكثر من الآن ولم تكن لدينا هيئات “حقوق الطفل” الشكلية ولم يكن ولينا يخاصم الأستاذ حتى لو كان ظالما أما الآن فكل شكوى من الأولاد في المدرسة أو المعهد هي لصالحهم حتى لو كانوا كاذبين حتى علقت إحداهن في إحدى الإذاعات ” قد تكون التلميذة مظلومة فعلا ولكن من قال لكم إن التلميذات لا يتحرشن بالأساتذة لكسب ودهم وأعدادهم ؟ “… وإذا كان مسلسل الكواسر خطيرا فهل ننتظر أيضا وضع علامة 12- لفلم الرسالة بدعوى المشاهد العنيفة أو رائعة “حريم السلطان” وغير ذلك من المسلسلات الدينية والتاريخية الهادفة ؟ علما أن ابنة كاتب الكواسر روعة السعدي وسامي درويش وطوبال زكرياء وتورشان الصغير يمثلون في المسلسل وكلهم أطفال دون عمر 12.. ثم لماذا يسمح الخبراء العبقريون ببث هذا المسلسل الخطير في التاسعة والنصف صباحا وفي السادسة مساء ؟ عليكم أن تراقبوا المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها الأطفال الآن في الفايسبوك والانترنات ولعبة الحوت الأزرق وغيرها من اللعب العنيفة وبرامج التمييع والتضييع ومسخ الهوية والشخصية والعنف داخل العائلات وإهمال الآباء المعنوي لأنهم لا يتحدثون مع أبنائهم ويتخلصون منهم بإرسالهم إلى الروضات والدروس الخصوصية طيلة العام حتى إن صاحبة إحدى الحضانات تقول ” جلوس الأبناء في العائلة خطر عليهم بسبب الوباء أما عندنا في الحضانة فهو في الحفظ والأمان !!! “
سامي النيفر