
أمطار الخريف على الأبواب.. فمتى سيبدأ الاستعداد.؟
كالعادة، تقترب أمطار الخريف، ويقترب معها السؤال الأبدي: هل ستتفطّن البلديات هذه المرة أن “المجاري ليست مجرد ديكور” .. وأنها بحاجة الى التنظيف والصيانة … أم سنظلّ أوفياء لطقوسنا السنوية المعتادة : وسنستعيد ككل عام صور السيارات التي تسبح مثل الزوارق، والفيديوهات التي تُظهر المواطنين وهم يقفزون في الطرقات والأرصفة وفيهم الشيخ والطفل والمرأة…
الغريب أن موعد الخريف ليس مفاجأة سماوية، ولا خبرا عاجلا يطلع علينا بدون سابق إنذار في نشرات الأخبار … بل إنه حدث يتكرّر كل سنة بانتظام معروف ومعلوم ، ورغم ذلك نتصرف وكأنه “ضيف غير متوقَّع” .. وعند أول غيمة رمادية، تبدأ الاجتماعات العاجلة، والبلاغات الرسمية، وكأننا اكتشفنا للتو أن المطر يسقط من السماء وبكميات كبيرة إذٓا كان “العام عام صابة”.
السؤال إذن: متى سيبدأ الاستعداد؟
هل حين تبدأ الأمطار فعلا ونرى أول حيّ يغرق؟ أم حين تتحول الطرقات إلى أنهار، وتصبح قوارب الصيد وسيلة نقل جماعي؟
إلى ذلك الحين… لا تقلقوا.
فالأمطار قادمة بإذن الله تعالى .. وربي يعطينا خيره .. أما الاستعداد فمؤجَّل ككل سنة .. إلى أن يأخذ صاحب الأمانة أمانته .
إلياس القرقوري
إعلامي وكاتب صحفي.