“أولاد مفيدة”:متهم بتشويه صورة المرأة. أسامة بن رقيقة

“أولاد مفيدة”:متهم بتشويه صورة المرأة. أسامة بن رقيقة

1 ماي، 18:30

“إذا أصيب القوم في أخلاقهم… فأقم عليهم مأتما وعويلا”.نعيش في زمن ضعفت فيه القيم وفهمت على غير معناها. فالفساد أصبح اليوم صناعة، لها مهندسوها، وتقنياتها. وتعتبر قناة الفهري  من  المهندسين لهذا الإنحلال الأخلاقي والقيمي، فقد تعدت كل الخطوط الحمراء، تحرش، ميسر، مخدرات وشرب للخمر في شهر رمضان. وحصر المرأة في إطار الغواية، وعرضها كسلعة رخيصة لجذب المشاهدين، وتصويرها على أنها مثيرة للغرائز وأن جمالها وإبداعها ودورها في الحياة يقتصر على ما تقدمه من خلال الزينة وإضهار مفاتن جسدها وتعريته. فمسلسل أولاد مفيدة الذي جعله صاحب الفكرة “فرندز” أو “شارلوك” جديد، يصور لنا علاقة المرأة بالرجل، المرأة المنحرفة ووضعها في دوائر محضورة فجعلها بائعة هوى وتاجرة ممنوعات، المرأة الشابة الأنيقة بملابس قصيرة وجسم رشيق، بحيث يتم التركيز على شكلها دون الإهتمام بجوهرها، متناسين أن المرأة أكثر من أن تكون سلعة، ليست جسد فقط، بل تملك فكرا ولها قلب ولها إبداع. هي نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله، هي الأم والزوجة والأخت والإبنة، وهي جزء لا يتجزأ من تحقيق إستراتيجيات  بناء الدولة وتحقيق رؤيتها، هي المناضلة، المحاربة وليست بضاعة تباع وتشترى.   فجدار الأخلاق الآيل للسقوط بطبعه بدأ ينهار بفعل لا مبالاة  من جعلوا من الإعلام وسيلة لبث سمومهم. جعلنا نتحسر على أعمال فنية إنتصرت فيه لكرامة المرأة، كتلك السنفونية التي عزفتها شادية في فيلم “مراتي مدير عام” و”كرامتي” أو ذلك الدور الذي لعبته فاتن حمامة في فيلم دعاء الكروان والمستمد من رواية عميد الآدب العربي طه حسين والذي إهتم بالدفاع عن المرأة والبحث عن حقوقها. وأفلام أخرى لعبت دورا كبيرا في تشكيل صورة المرأة على الشاشة. عكس ما يتحفنا به “صاحب الفكرة” الذي إنعدمت لديه الأفكار ليساهم بشكل أو بأخر  في  إرتفاع الجريمة والإغتصاب النتيجة الحتمية لما يقع بثه من أفكار هدامة، فيها كثير من الحيف لنساء الواقع وإستخفافا بعقل المرأة ودورها في المجتمع. 

مواضيع ذات صلة