أين الأحد الرياضي ومتى تحيا الرياضة من جديد على القناة الوطنية؟
الأحد الرياضي أعرق البرامج التلفزية على الإطلاق بدأ بصفة منتظمة رسمية سنة 1970 مع المرحوم رؤوف بن علي الذي غادرنا مؤخرا… ولكنه وفي سابقة خطيرة يحتجب في السنوات الأخيرة كما النقل التلفزي للمباريات الرياضية كما البرامج الجديدة المفيدة والإنتاجات القيمة وذلك دون أن يتحرك الحس الوطني لأغلب العاملين في هذا المرفق العمومي الذي رسم سابقا صفحات ناصعة ليس في تونس فقط بل في الوطن العربي…
وتجلّى ذلك بصفة خاصة في الرياضة… كيف لا وتونس مدرسة في إنجاب اللاعبين والمدربين والإعلاميين الرياضيين على غرار نجيب الخطاب ورضا العودي وحسين الوادي وفيصل شعبان ومحمّد بوغنيم وبعدهم نجد حسني الزغدودي وعصام الشوالي ورؤوف خليف… وسيذكر التاريخ أنّ من أفضل المعلّقين وأكثرهم رصانة وأناقة توفيق العبيدي ومعه المتألّق رازي القنزوعي قد تمّ تشويه سمعتهما بينما عرفت القناة الوطنية أزهى فتراتها معهما..
وللتاريخ كذلك فقد كانت تلفزتنا تنقل رابطة الأبطال الأوروبية والكؤوس الإفريقية للأندية والمنتخبات وكأس العالم والألعاب الأولمبية والإفريقية والمتوسطية وكانت لها مواكبة مميزة للNBA في عهد فتحي الهويدي… وللتاريخ أيضا كانت العلاقات والاتصالات والحرص وعزيمة المسؤولين فوق كل العراقيل من أجل بثّ مادّة محترمة للمشاهد… ولم نكن نتحدّث عن بديهيات مثل مقابلات الرابطة المحترفة الأولى… والعديد يعتبر أن وديع الجريء من أكبر المسؤولين الظالمين في تاريخ الكرة التونسية ولكن التلفزة الوطنية أعجبها دور الضحية ولم تحاول أن تحلحل الأوضاع وركنت للركود وحتى لو أتتها الجامعة بعرض فلا تحاول مناقشته أو تحويله لصالحها… والنتيجة أننا لا نشاهد بطولتنا إلا في منصات على الانترنت أو في مواقع التواصل الاجتماعي أو على قناة قطرية في محاولة لكسر التشفير.. ويبقى نفس السؤال قائما حول كأس تونس والمسابقات الإفريقية والعربية ومقابلات المنتخب الوطني التي تحضر وتغيب مع غياب التاريخ ونقصد “الأحد الرياضي”…
فلماذا لا يقع الاستنجاد بالخبرات والكفاءات التي صنعت ربيع هذا المرفق العمومي في الماضي وكلهم قادرون على العطاء.. انظروا إلى محافظة فرنسا على ميشال دروكار الثمانيني ومحافظة البين سبورتس على أيمن جادة والأخضر بالريش وهشام الخلصي ويوسف سيف رغم تجاوزهم الستين… فكر التلفزة في فقر وفاقة فمتى تكون الاستفاقة ؟
سامي النيفر