أيها الشعب: بعد اليوم لا حق لكم في المرض… أسامة بن رقيقة
ربما أبالغ في الوصف، عندما أتحدث عن حال المرضى الغير مقيمين بالمستشفيين الجامعيين بصفاقس. وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في هذا الطقس الحار. ينظرون إليك وكأنهم يريدون إخبارك أن الحياة سم قاتل لا محالة، وأنهم أحياء بين الأموات. كيف لا و أغلبهم بلغ من العمر عتيا، ونهش المرض جسمه العليل، أتى من أقصى الجنوب أو شمالها، إسيقظ باكرا، إقترض من أحدهم ثمن ذهابه إلى المستشفي، إنتظر موعده لمدة طويلة… في الآخير يجد نفسه أمام مستشفي مغلق، وعيادات مقفلة ، وأعوان مضربون عن العمل…. (بالرغم من أنه حقهم الدستوري) لكن ماهو مصير عم بشير الذي أتى من سيدي بوزيد والخالة مبروكة التي قدمت من قفصة… وهاته العجوز التي أخذت سلفة من عمدة المدينة، وذاك الرجل الذي نفذ منه الدواء…. ماهو ذنب هؤلاء. ماذا نقول لهم؟ الحكومة! الإتحاد! مجلس النواب! الرئيس!. هم لا تعنيهم مشاكلكم وصراعاتكم… يريدون علاج ودواء و عناية ورقابة صحية. حتى أن الحياة لدى هؤلاء أصبحت صعبة، وحتى المرض لا حق لهم فيه. فالقطاع الخاص أسعاره مرتفعة، أما قطاع الصحة العمومية فالذهاب إليه قد يعجل بالأجل قبل الأوان أمام الأبواب المغلقة.