أيها المخربون : الحرية لها حدود وضوابط…. أسامة بن رقيقة
الحريّة هي مطلب إنساني لا يختلف فيه إثنان، ولا تأتي ثمارها إلا إذا مارسها الإنسان بطريقة صحيحة على ألا تتعارض مع قوانين الدولة والأخلاق وكذلك حقوق الآخرين. ولكن، ومنذ الثورة ومع كثرة الحديث عن الحرية الشخصية أصبحنا نتعدى على حقوق الآخرين وحقوق المجتمع. فيقطع الطريق ويتوقف الإنتاج بإسم الحرية… وتحت نفس اليافطة نعتصم ونعتدي على أملاك الناس ونتجاوز القانون. غير عابئين بالنظم والضوابط، نسعى إلى الرغبة في إثارة الاهتمام بالتكسير والفوضى. بإسم الحرية أيضا، أصبحنا نشاهد جيلا جديدا يتلفظ بأبشع النعوت بدعوى الفكاهة ويهزأ من كبار السن لأنهم في نظره يحلمون بماض لن يعود، ولفت الإنتباه بالكلمات النابية والألفاظ الجارحة في إطار من المرح. حتى أن الكثيرين أصبحوا يتحاشون الخروج مع ابنائهم لما يعترضهم من فاحش الكلام. فالحرية لا تصح في كل الأوقات. الحرية لها حدود واضحة المعالم، ويجب أن تكون خاضعة للقوانين وليس الخروج عنها لكي لا نصل إلى ما يسمى بقانون الغاب، القوى ياكل الضعيف وتصبح الدولة مهددة في كيانها. وليعلم هؤلاء المخربين أن الحرية ليست مطلقة، وكل مواطن مسؤول عن كل مايصدر عنه، اي انه لايمكن أن يفعل أي شيء يتبادر إلى ذهنه، دون اعتبار لما قد يترتب عن ذلك من أضرار للآخرين، فمن يقطع أو يوقف الإنتاج لا يمكن أن يوصف فعله بممارسة الحرية، لأن الحرية “هي فرصة لأن نكون أفضل” كما عبر عنها البار كامي، لا أن نكون الأسوأ. أو كما قال عنها ستيفين كوفي”نحن أحرار باختيار أعمالنا، لكننا لسنا كذلك بما يتعلق بتداعيات أفعالنا”. ولنسعى للارتقاء إلى مستوى الحرية. لأن “الحرية لا تهبط إلى مستوى الشعوب ،بل على الشعوب أن ترتقى إلى مستوى الحرية”.