أي تأثير للانتخابات الفرنسية على المسلمين؟…الطاهر العبيدي
اليمين المتطرف، بقيادة زعيمته – مارين لوبان – وممثله الشاب – جوردن باردلا-
- Jordan Bardella –
يحتل المركز الأول في الدورة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، التي أقيمت يوم الأحد 30 جوان 2024.
في انتظار الدورة الثانية، يوم الأحد القادم. مما أثار حالة من القلق الممزوج بالخوف والذعر لدى أوساط الجاليات، وخصوصا الجالية المسلمة. والتي تتوقع استهدافا لبعض حقوقها المكتسبة، منها المدارس العربية، والجامعات الإسلامية الخاصة، والجمعيات المرتكزة على الهوية وذات المنحى التثقيفي للتعريف بتاريخها. والخشية من إغلاق المساجد أو محاصرتها، والتضييق على اللحم الحلال، ولباس الخمار في الشارع والمؤسسات، وغيرها من المظاهر التي لها ارتباط بالإنتماء والهوية..
الجاليات الأخرى أي نوع من المخاوف؟
لئن كانت كل الجاليات تتهيب من فوز اليمين المتطرف، وتشترك جميعها بأنها مهددة في وجودها، فإن البعض منها متخوفا أيضا من الحرمان من العديد من المكاسب الاجتماعية كالسكن – العلاج -المساعدات – الشغل والعنصرية التي ستكون مكشوفة، والتضييق عليها إداريا والتمييز الواضح والعلني، وتطبيق الجبهة لطروحاتها وعناوين برنامجها التاريخي المقام أساسا على معاداة الوافد، وحتى وإن كان بحمل الجنسية بأن فرنسا للفرنسيين من جذور وعرق فرنسي دون مزيج ودون سواهم والأولية لهم..
مجترا في كل مناسبة وفي العلن الخطاب العدائي أن سبب أزمات فرنسا الاقتصادية والاجتماعية هم المهاجرين. وأن الأوليه هي للفرنسيين، وعدا ذلك فالآخر يعتبر مغتصبا لقوت الفرنسيين. وبالتالي فالأكيد مراجعة القوانين التي تؤمن بالتعدد، والتنكر للتاريخ الذي جعل من باريس مدينة الفن والرسم والنحت والفلسفة والثقافة والأدب، التي ساهمت في نهضتها وتميزها ، التنوع الثقافي والأممي..وأن فرنسا جسورا وسككا حديدية وحدائق وشبكة طرقات وبنية تحتية شارك في انجازها المهاجرون.دون نسيان الحروب التي سالت فيها دماء المهاجرين كما في الحرب العالمية الثانبة.
اي جديد تحمله جبهة البمين المتطرف؟
عدا الخطاب المكرر والمجتر منذ سنوات، بأن فرنسا نهبها المهاجرون ودمرتها الجاليات العربية والإفريقية، وخربتها قوانين التسامح والحرية’ لمن لا يستحقون الحرية، وأن الفرنسيين صاروا مهددين في وجودهم، وسائرين نحو الانقراض، أمام الزحف للمهاجرين وعائلاتهم وأولادهم. واستغلال التسامح لتكديس الأموال في بلدان الأصل، وتفقير فرنسا، ونهب قوت الفرنسين الأصليين.. فعدا هذا الطرح العنصري. فإن الجبهه لا تملك برنامج اقتصادي واجتماعي، ووضوحا في كيفية عزل فرنسا عن محيطها، وانكماشها وتقوقعها السياسيي والثقافي ضمن هذه الرؤيا، التي تؤمن بالانعزالية، ومصادمة الآخر ومحوه من الأذهان.. هذا الآخر الذي ساهم وشارك في نهضتها وتألقها.. ليبقى السؤال معلقا؟ لتكتمل الإجابة عليه وعلى غيره من الهواجس المكتسحة للشارع السياسي الفرنسي، ضمن التكتلات والتحالفات، لقطع الطريق أو التقليل من النسبة أمام زحف اليمين المتطرف. ليكون الرد في الدورة الثانية يوم الأحد القادم..