إمام الجامع الكبير بصفاقس لابدّ من تنظيم شعيرة الزكاة
توضيح من الشيخ الفاضل و الإمام الخطيب بالجامع الكبير بصفاقس الأستاذ الحبيب القلال حول الجدل القائم في ما يخص صندوق الزكاة:
بداية لا بد من التحذير من الاختفاء وراء شعار مدنية الدولة لشن حملة مسعورة ضد كل جهد لتنظيم شعيرة الزكاة جمعا وصرفا وإشرافا وحوكمة. فهؤلاء يظنون واهمين أن الدولة المدنية هي التي لا تهتم برعاية الدين حتى لو كان الشعب متدينا فهم اليوم يعارضون فريضة الزكاة ولا نستغرب منهم أن يعارضوا بعد ذلك بناء المساجد وتنظيم فريضة الحج وتعليم مبادئ الاسلام في المدارس لناشئتنا فنقول لهؤلاء الرضع الملتقمين ثدي الفكر الاستعماري الصهيوني: إن كنتم لا تعلمون أن الشعب التونسي مسلم حريص على فريضة الزكاة التي تشكل كتلة مالية كبيرة سنويا فإن جهلكم بأهمية هذه الأموال مصيبة وإن كنتم تعلمون حجم الأموال الزكوية غير المنظمة جمعا وصرفا فالمصيبة أعظم. وإن ما أقدمت عليه بلدية الكرم لا يتنافى مع الشرع ولكنه لا يرتقي إلى الشكل المنشود لمعالجة كل جوانب فريضة الزكاة ببلادنا. ونحن نحذر من كل مظاهر التوظيف السياسي سواء في مجال الزكاة أو في غيره من شعائر الإسلام فالإسلام أعرق وأعظم من أن يدعي حزب النطق باسمه والشعب ماض في ممارسة شعيرة الزكاة إلى أن تنال حظها الحقيقي في حل وطني شامل يخضع للحوكمة والنجاعة بكل مقاييسها. وإن مجرد ثوران القضية بهذا الحجم اليوم فرصة للتفكير في تنظيم هذه الشعيرة ولا نريده مزيدا لكشف فكر دخيل رجلاه بتونس ودماغه في غياهب العداوة لهويتنا المتجذرة.
الله يهدي
الشيخ الحبيب القلال