
ارحلوا !…بقلم فتحي الهمامي
بِالأمس طبيب شاب يموت جرّاء سقوط مصعد كهربائي في مستشفى. وبِالأمس القريب توفيت طفلة في عمر الزهور إثر سقوطها في بالوعة للصرف الصحي. وبالأمس غير البعيد حادثة الكشك التي قتل فيها شيخ بِقرار بلدي. هل ثمّة أقسى من هذا الزمن الّذي يموت فيه البشر بتلك الطرق السخيفة، ويعِز فيه غطاء بالوعة، وتُهمل فيه أبسط أعمالِ الصيّانة والسلامة، وتتغنّج فيه قارورة غاز؟ يقول البعض إنّه الإهمال واللامبالاة. أقول إنّه السقوط والانهيار بِسبب أمراض لم تستطع الثورة مُداواتِها، بلْ تزايد استفحالِها وانتشارها. هل الثورة هيّ السبب ؟ أبدا! نحن إزاء منهج إفساد يعمل بهمة ونشاط مثل معول الهدم، استغل الثورة على أفضل وجه واستغل تفكك الدولة على أحسن وجه. ومن تلك الأمراض أذكر آفة الفساد وآفة الفئوية (الأنانية بأشكالها) وآفة ضعف الوازع الوطني وآفة ضعف الشعور بالواجب وآفة ضعف روح المواطنة، زادها استفحال انهيار منظومة القيم خاصة منها تلك المتعلقة بالحق في الحياة والحق في الكرامة والحق في الأمل. ولكن ما العمل؟ أظن أن البداية هي نطلب من يتولى المسؤولية الرحيل لأنهم عناوين تلك الأمراض وأقول ما قاله الشاعر أحمد مطر։ وعلى رغم القباحات التي خلفتموها سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا أرحلوا …….