الأثر النبوي الشريف الذي “يكحل عين” طرابلس اللبنانية خاص من سامر الحلبي
تفتخر مدينة طرابلس اللبنانية بأنها تضم الأثر النبوي الشريف وهي شعرة لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحاب مسجدها المنصوري الكبير الذي يقع في حي النوري، والذي بناه السلطان المملوكي الأشرف خليل بن قلاوون عام 1294 ميلادي.
وللوقوف أكثر على حيثيات هذا الموضوع قصدنا سماحة رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة الدكتور عبد الرزاق اسلامبولي الذي قال: “كان الصحابة رضوان عليهم يغتنمون فرصة حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره أو لحيته الشريفة حتى يتقاسموا الشعرات في ما بينهم، وكما نعلم فإن الدولة العثمانية تحتفظ بعدد لا بأس به من الشعرات، وعندما بني المسجد التفاحي في طرابلس وعرف في ما بعد بإسم المسجد الحميدي نسبة إلى السلطان عبد الحميد الثاني أراد الأخير أن يهدي المدينة الشعرة النبوية الشريفة، وحفظت هناك لفترة غير قصيرة قبل أن يتم نقلها إلى الجامع المنصوري نزولا عند رغبة وجهاء وعلماء المدينة الذين بنوا غرفة خاصة لحفظ الأثر النبوي الشريف”.
ويضيف اسلامبولي: “جرت العادة أن يتم عرض الشعرة الشريفة في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك بعد صلاتي الفجر والعصر ليتم التبرك بها من الزوار وأهالي المدينة ورؤيتها من خلال مكبر خاص؛ وفي الفترة الأخيرة تم بناء واجهة رخامية مذهبة بدعم وتمويل من الدولة التركية عبر جمعية “تيكا” ليتم وضع الأثر الشريف بداخلها، وهو الآن محفوظ بداخل خزنة حديدية في دائرة الأوقاف على أن يتم نقل الشعرة المباركة عندما تسمح الظروف الأمنية إلى الغرفة الرخامية في الجامع المنصوري”.
من ناحية ثانية استطلعنا رأي المهندس الدكتور خالد تدمري إبن المؤرخ الكبير الدكتور عمر تدمري حول بعض الأمور المصاحبة لهذا المشروع فقال: “إنه إلى جانب الأثر الشريف داخل الغرفة الخاصة سيتم وضع أقدم مصحف مملوكي مذهب كان موجودا داخل مسجد سيدي عبد الواحد المكناسي (أحد أولياء المغرب الذي قدم إلى طرابلس)، وقد تم ترميمه إضافة إلى مصحف عثماني وصل إلى المدينة في نفس وقت وصول الشعرة النبوية الشريفة وهو الآن وهو الآن قيد الترميم؛ وكان موجودا في جامع “المعلق” إضافة إلى محفوظات إسلامية عديدة؛ وقطعة من كسوة الكعبة المشرفة كان قد أهدي إلى الجامع المنصوري عام 1955 وقامت شركة “سي بي سي” المحلية بإعادة ترميمها”.
ويختم تدمري: “كانت لدينا شعرة ثانية في المسجد العمري في بيروت ولكنها للأسف سرقت إبان الحرب الأهلية ولم تبق إلا الخزانة التي كانت تضمها مع بعض المخطوطات الإسلامية الأثرية”.
إذا، تعتبر مدينة طرابلس “الفيحاء” مقصدا سياحيا دينيا مهما لكن من أراد أن يتعرف إلى هذه المدينة التي تعتبر مدينة العلماء والتصوف في لبنان، ويمتاز أهلها بكرمهم وطيب أخلاقهم مع كل زائر عربي وسائح يقصدها.
طرابلس – من سامر الحلبي