
الأحزاب السياسة: “إذا تصالحوا سرقونا وإذا تخاصموا قتلونا…
يقول نابليون ” في السياسة لاتشكل الأمور غير المنطقية عقبة” ويقول تشرشل “”فن السياسة :ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم بل هناك مصالح دائمة””. هاتين المقولتين ترجمهما الساسة في تونس على أكمل وجه وبشكل عملي. بالأمس تحالفت النهضة مع النداء، بعد أن كانا خطان متوازيان لا يلتقيان، ولكنهما أصبحا طائر بجناحيه. واليوم يلتقى قلب تونس مع إئتلاف الكرامة بعد أن قامت حملتهما الإنتخابية على شتم الآخر وتخوينه وإتهامه بأبشع النعوت. هذا هو حال السياسة في بلادنا بلا مبادىء ولا أخلاق ، بل أن السياسة هي الرغبة أو البقاء في السلطة أو السعي وراءها. وكل الشعارات التى ترفعها الأحزاب عن الولاء للوطن ماهي إلا شعارات جوفاء. فما جرى لدينا من إنتخابات وتشكيل حكومات وبرلمانات وإتاحة الحريات العامة لم يكن سوى ديمقراطية زائفة وصورية ، لا تملك مقومات البقاء ، لأنها لم تقم على مؤسسات ديمقراطية راسخة. الديمقراطية فشلت لأن قادتها قدموا نموذجا فاشلا للممارسات الديمقراطية، بل أن هؤلاء الساسة هوايتهم جمع المال على حساب شعب تائه..جائع..مهمش.. لا حول له ولاقوة، إذا تصالحوا أو بالأحرى إذا إتفقوا والحال أن “”العرب لا يتفقون”” سرقونا وإقتسموا المسروق، أما إذا تخاصموا فسيكون الشعب هو وقود هذا الصراع وسيقتلوننا. لأن رجل السياسة كما قال عنه ديقول ” لا يصدّق أبدا ما يقوله ويفاجأ إذا ما صدقه أحد ، فالساسة لا سياسة لهم”.
أسامة بن رقيقة