الأدمغة تهاجر… والفاشلون يحتلون المناصب… اسامة بن رقيقة.

الأدمغة تهاجر… والفاشلون يحتلون المناصب… اسامة بن رقيقة.

2 مارس، 18:29
  • منذ الثورة وظاهرة هجرة الكفآت أو ما يصطلح على تسميتها بهجرة الأدمغة في تونس، تتسع رقعتها من يوم لآخر. هاجر عدد كبير إلى الخارج، ومن بقي في البلاد مازال يبحث عن فرصة للرحيل، في بلد لا يحترم قدرات أبنائه، عكس البلدان المتقدمة التي تسعى لاستقطابهم من أجل تطوير اقتصادها، والحال أن تونس هي من تحملت تكاليف دراستهم وانفقت عليهم الكثير وصقلت مواهبهم، لتتخلى عنهم في النهاية وتكسبهم  دول أخرى تحترم العقل البشري. محمد البنا، زياد التائب، محمد عبيد وغيرها من الأسماء التي سطعت في سماء العالمية… فالثاني (زياد التائب) اختارته الناسا ضمن أفضل عشرة مشاريع متطورة تواكب الرحلات المستقبلية للفضاء، من خلال إرساء روبوت إلى الفضاء والتواصل معه بطريقة تشبه الإنسان. أما الثالث (محمد عبيد) فقد ساهم في إقلاع صاروخ أطلس إلى المريخ… غادروا البلاد  من أجل غد أفضل في بلد جديد يؤمن بتطلعاتهم وأمالهم ،هاجروا إلى أماكن الشغل فيها للأفضل والأكثر كفآة، هاجروا لبلدان لايوجد فيها فساد سياسي، ولا تتحكم فيها النقابات… باختصار هاجروا إلى بلدان تحترم فيها إنسانية الانسان. غير أن اللافت للانتباه أيضا أن هجرة الكفات لَم تعد تقتصر على حاملي الشهادات الجدد، ولكنها أصبحت تشمل الكفآت العليا الموجودة في البلاد، والذين هم بدورهم يبحثون عن حياة أفضل في دول أخرى، بعد أن تنكرت لهم البلاد، كفات عليا ترفع في وجهها الشعارات وتنعت بأبشع النعوت. كفآت تونسية تؤتمر  بأوامر مسؤولون يجهلون حتى  درجة جهلهم، ولكنهم يتحكمون ويقررون بل وينفذون مكان من يفوقونهم علما وخبرة والويل والثبور لهم ان رفضوا الأوامر فشعار “ديقاج” سيكون في انتظارهم. هجرة الكفآت أصبحت ظاهرة خطيرة، تحتاج إلى وقفة حازمة من الدولة، عبر وضع الحلول الكفيلة للحد من تفشيها، وسن التشريعات التي تحمي هؤلاء، وزيادة ميزانية البحث العلمي، وإنشاء مراكز للبحوث وإعادة النظر في سلم الأجور والرواتب وتقديم الحوافز، وإنشاء شراكة مباشرة مع العقول المهاجرة بالخارج للاستفادة من خدماتهم. 

مواضيع ذات صلة