
الألعاب العربية بعد الأردن 1999 : تنظيم غير مستقرّ ومشاركات قليلة وتغطية ضعيفة
المتابع لدورة الألعاب العربية بالجزائر الشقيقة يتحسّر على حال الرياضة العربية بل الوحدة العربية التي افتقدناها والتي أردناها أن تعود في هذا الحدث الذي غاب عنّا 12 سنة بالتمام والكمال ولم يُنظّم منذ 2011 ! وقبلها نُظّم 5 مرّات فقط بين 1965 و1997 ! فالألعاب العربية التي نعتزّ بها لم تحافظ على انتظامها ودوريّتها وغابت كثيرا.. تصوّروا هذه الدورة 13 رغم أنها انطلقت منذ 1953 ! علينا أولا أن نشيد بالتنظيم الجزائري وبهذا البلد الذي حاول أن يعيد لمّ الشّمل وبدأ ذلك بحفل افتتاح رائع رغم أنّه طويل نسبيا.. ولكن التغطية الإعلامية محدودة والقناة الجزائرية تبث المنافسات متقطّعة فتنتقل سريعا من اختصاص إلى آخر مع كثرة التحاليل التي تصدّع الرؤوس أحيانا… زد على ذلك فإن التقاطها صعب على النايل سات… أما قنوات الكأس القطرية والوطنية 2 فتبثّ المسابقات في أوقات محدودة ولو أنّ ذلك أفضل من لا شيء… وفي مواقع التواصل الاجتماعي، أخبرونا في البداية أن هناك قناة لاتحاد إذاعات الدول العربية تبث فعاليات الدورة مباشرة ولكن ليس هناك شيء إلى حد اليوم الرابع في دورة اختاروا أن تدوم 10 أيام فقط على غير العادة إذ كانت تستمرّ أسبوعين على الأقل باستثناء مصر 1965… من جهة أخرى، نلوم عديد الدول التي لم تشارك حتى بمنتخباتها الاحتياطية : فهل يعقل أن نجد 5 فرق فقط في منافسات كرة اليد والكرة الطائرة رجال ؟ وهل يعقل أن نجد 9 بلدان فقط في كرة السلة ؟ وهل يعقل أن تجرى مسابقة كرة القدم ب8 منتخبات فقط ؟ ولماذا لم تشارك تونس في كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة للرجال؟ ولماذا لا يبثّون أكثر ما يمكن من الاختصاصات في حين لا نجد في الدورة رياضات أخرى مهمة مثل التجذيف والتنس والتايكواندو ؟ وماذا لو كانت مشاركات الدول العربية أكثر جدية وهي فرصة لها للاستعداد للمناسبات القارية والعالمية والأولمبية القادمة ؟ وماذا لو تمتّع المشاهد بعروض أجمل ومنافسات أكثر إثارة وتشويقا؟
مازلنا نذكر بحسرة دورة الأردن 1999 وكيف أبدع التلفزيون الأردني في التغطية الإعلامية “أوّلا بأوّل” كما كان يقول الإعلامي المحنّك عثمان القريني والنهائي المثير في كرة القدم التي فازت فيه الأردن أمام العراق بعد أن كانت خاسرة 0-4 وكذلك تونس التي فازت في الكرة الطائرة أمام مصر رغم تأخرها بشوطين دون مقابل… وقتها نجحت الأردن في التنظيم مع ملكها الشاب عبد الله الثاني الذي حضر بعض المنافسات وكانت المشاركة العربية جيدة عموما.. أما التلفزيون الأردني فقد تجنّد لإمتاعنا وإعطائنا كامل الصورة حتى في دورة أصحاب الاحتياجات الخصوصية لألعاب ستبقى دائما في البال مع موسيقى مؤثرة بعنوان “أيام عرب… شدّ الرّماح”.
دورة الجزائر 2023 باهتة وينقصها الرونق والإثارة لأسباب خارجة عن نطاق البلد الجار الذي لم يقصّر في تنظيم هذه الدورة ومن قبلها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بينما مازال معلّق الوطنية 2 يفتخر بأنّ تونس تنظّم رياضات شاطئية !
سامي النيفر