الإسلام في صدارة النمو العالمي: مسؤولية دينية وإنسانية تتجاوز الأرقام…اشرف المذيوب

الإسلام في صدارة النمو العالمي: مسؤولية دينية وإنسانية تتجاوز الأرقام…اشرف المذيوب

26 افريل، 22:00

رغم أن الإسلام لم يكن يومًا الديانة الأولى من حيث عدد الأتباع عالميًا، إلا أنه بات اليوم أكثر الديانات نموًا وانتشارًا في العالم، بحسب ما تشير إليه تقارير مراكز البحوث الدولية. وبحسب توقعات مؤسسة “Pew Research”، فإن الإسلام قد يتجاوز المسيحية في عدد الأتباع بحلول عام 2070، مدفوعًا بمعدلات نمو سكاني مرتفعة في الدول الإسلامية واعتناق متزايد له في الدول الغربية.
لكن السؤال الأهم لا يكمن فقط في “كم عدد المسلمين؟”، بل في: ماذا يفعل المسلمون بهذا الامتداد؟ وأي دور يلعبونه في صياغة السلام العالمي؟
الإسلام… دعوة للسلام أم غارق في الصراعات؟
جوهر الإسلام، كما جاء في القرآن الكريم، هو السِّلم:

“يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة…” (سورة البقرة: 208)
الإسلام ليس مجرد منظومة عقائدية، بل هو رسالة حضارية، تهدف إلى تحقيق التوازن، وإرساء قواعد العدل، وصون كرامة الإنسان، بغض النظر عن دينه أو لونه أو لغته. لكن المفارقة المؤلمة تكمن في أن كثيرًا من الدول الإسلامية اليوم غارقة في الحروب، أو صامتة أمام ظلم صارخ كما يحدث في فلسطين، حيث يُباد الأبرياء، ويُقتل الأطفال، وتُستباح الأرض، تحت أعينٍ عالمية باردة، ومواقف عربية باهتة.
نمو الإسلام مسؤولية، لا ميدالية
إنّ تصاعد أعداد المسلمين في العالم ليس وسامًا نُعلّقه على الصدر، بل مسؤولية كبرى تُحتّم علينا أن نكون دعاة سلام، وروّاد عدل، وحماة للكرامة الإنسانية.
وإن من العبث أن نتحدث عن انتشار الإسلام في أوروبا أو كندا، بينما لا نجد صوتًا موحدًا يُندد بما يحدث في غزة أو سوريا أو السودان أو اليمن. فهل يُعقل أن يبلغ عدد المسلمين اليوم نحو ربع سكان العالم، ومع ذلك لا يستطيعون توحيد موقف إنساني واضح أمام المجازر اليومية؟
الوحدة الإسلامية ليست حلمًا طوباويا
نعم، الخلافات السياسية بين الدول الإسلامية عميقة، والمصالح متشابكة، والتدخلات الخارجية كثيرة. لكن رغم كل ذلك، لا يزال هناك مجال لتوحيد الكلمة في القضايا الجوهرية، وعلى رأسها وقف الحروب، والدفاع عن المظلومين، ومواجهة الجرائم الإنسانية، لا من منطلق ديني فقط، بل من منطلق إنساني شامل.
إنّ من المؤسف أن بعض الدول الإسلامية تموّل حروبًا عبثية في دول شقيقة، في حين أن الإسلام يأمر بالتآزر والرحمة:
“وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما…” (سورة الحجرات: 9)
فلسطين… الاختبار الحقيقي لوحدة المسلمين
ما يحدث في فلسطين، خاصة في غزة، ليس فقط صراعًا سياسيًا، بل امتحانًا أخلاقيًا لكل مسلم على وجه الأرض. إن بقاء الأمة في موقع المتفرّج، أو الاكتفاء ببيانات شجب، هو جريمة صامتة. يجب أن تكون القضية الفلسطينية نقطة التقاء لا خلاف، فهي تعبّر عن كل ما يُفترض أن يدافع عنه الإسلام: العدالة، الكرامة، والحق في الحياة.
خاتمة: من الكم إلى الكيف
نعم، الإسلام في طريقه ليكون الديانة الأولى في العالم. لكن ما لم يواكب هذا النمو وعي جمعي موحد، ومشروع أخلاقي عالمي، وروح حقيقية لنشر السلم والعدل، فإن الأرقام ستبقى فارغة من معناها.
المطلوب ليس أن نكون الأكثر عددًا، بل أن نكون الأكثر أثرًا في نصرة المظلوم، وإنهاء الحروب، وإعلاء كلمة الإنسانية باسم الإسلام.

مواضيع ذات صلة