الامتيازات الكبيرة التى يتمتع بها اعوان الصناديق الإجتماعية: الصيدليات أولى بها.
تمر الصناديق الاجتماعية (الصندوق الوطني للضمان
الاجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ) بوضعية مالية صعبة وهي وضعية تزداد تأزما يوما بعد يوم، وتشتد سنة بعد أخرى. حيث بلغت ديون الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الإجتماعية 1850 مليون دينار موفي سنة 2021 ، بعد أن كانت في حدود 346 مليون دينار سنة 2014 و645 سنة 2017. وبالنسبة لصندوق الضمان الإجتماعي بلغ العجز موفى السنة الفارطة أكثر من 6400 مليون دينار ، بعد ان كان العجز أكثر من 470 مليون دينار سنة 2016. وحسب بعض الخبراء ، من المنتظر أن تشهد الصناديق الإجتماعية عجزا يفوق 9000 مليون دينار مع موفى السنة الحالية. وهي أرقام مفزعة ومخيفة وهي نتاج للعشوائية في التسيير وعدم الإهتمام اللازم بالصناديق الإجتماعية. وبالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها ، يواصل اعوان الصناديق الإجتماعية التمتع بجملة من الإمتيازات الكبيرة، من ذلك حصولهم على 17 مرتب في السنة. ولا يقومون بدفع مساهماتهم الإجتماعية وفي المقابل يتحصلون على جرايات التقاعد. لأعوان الصناديق الإجتماعية أيضا الحق في التداوي والعلاج المجاني بكل العيادات الخاصة مهما يكن العلاج. ويتمتعون بحق توظيف أحد أبنائهم عند تقاعدهم من العمل. يتمتعون ايضابقرض شخصي لكل فرد يصل لمبلغ 90 الف دينار دون أي فوائض بعنوان تحسين مسكن، وصولات الأكل هبة العيد، منحة العودة المدرسية، قروض الزواج، التسبقة على المرتب، تسبقة عيد الفطروغيرها من الإمتيازات الأخرى …
مقابل هذه الإمتيازات السخية، مازال أصحاب الصيدليات الخاصة ينتظرون صرف مستحقاتهم لأكثر من 6 أشهر، الأمر الذي جعلهم يوقفون خدمة الكنام على المواطنين منذ 8 ديسمبر الماضي، ، ما جعل المواطنين الحاملين لدفتر العلاج يشترون الأدوية بأسعارها الكاملة، بعد أن كانوا يدفعون في السابق نحو 30% فقط من قيمتها، هذه الأزمة أثرت على قدرة المريض على شراء الأدوية.
في الأثناء تواصل الكنام الصمت ، غير عابئة بمعاناة المواطنين والصيادلة على حد سواء، فالمواطن له الحق في شراء الدواء حسب ما تنص عليه منظومته العلاجية، والصيدلي من حقه أن يطالب بمستحقاته، خاصة وأن إلتزاماته كثيرة.
ولكن الكنام لا يعنيها لا المواطن ولا الصيدلي، المهم إمتيازات أعوانها.
أسامة بن رقيقة






