التحقيقات المقبورة : سبب وفاة الباجي قائد السّبسي مثالا …سامي النيفر
لعلنا أصبحنا نسخر من كلمة “فتح تحقيق” التي أصبحت مرادفا لقبر الفاجعة التي حدثت وطمسها وهي عبارة تقال فقط لامتصاص الغضب وتسكين الخواطر إلى حين الغفلة عنها من الإنسان الذي جُبل على النسيان.. تحقيق في سحل لطفي نقض ومقتل شكري بلعيد والبراهمي ووفاة 14 رضيعا وصفقة الكمّامات واندلاع الحرائق في الغابات والواحات وسوق جارة وحادثة سقوط جدار بقاعة عزيز ميلاد في القيروان وفي تصريح رئيس حزب التحرير وأموال الشّيراتون ووفاة الباجي قائد السبسي وغيرها من التحقيقات بعضها مازال بين أروقة المحاكم بإجراءات بطيئة وشبهة تعطيلات تحصل حتى مع المواطنين العاديين في قضاياهم وهنا قد يُحكم فيها بعد أن يفوت الأوان والعدل المتأخّر ظلم أو لا يحكم وينساها الناس وقد تظهر نتائج من هنا وهناك ولكنّها لا تقنع النّاس وهنا لا بدّ من حلّين : إمّا إعادة التحقيقات بكيفية جدية أو اعتماد استراتيجية اتصال واضحة لإقناع الناس بالنتائج المتوصّل إليها..
ولعلّ مقتل بلعيد والبراهمي ووفاة السبسي من أهمّ الملفات التي يجب البحث فيها وهي التي تمسّ بالأمن القومي ولن يهدأ بال مواطن غيور على بلده إلّا بعد أن يعرف النتائج التي لا تحتمل التشكيك في هذه المواضيع.. بل لعلّ البعض بالغ في مدح الرّئيس السّبسي بعد وفاته وتنظيم تلك الجنازة وكأنّه يعوّض شعورا بالذنب داخله..
ونحن نبحث فقط عن إعطاء كل ذي حقّ حقّه : لقد تمّ محو ذنوب السّبسي العديدة في حقّ الوطن وتفضيل ابنه حافظ على تونس وتراخيه في بعض الملفات وتحالفه مع النّهضة وعدم تنفيذ وعوده واهتمامه بآلام المواطنين بعد أن بكى على إحداهنّ لأنّها لم تأكل لحما منذ فترة وبعد أن أصبح لا يقابل لاعبي الكرة إلّا بحاجز سميك ويدفعهم أعوان حراسته بعيدا وغير ذلك من الإخلالات في فترته..
ولكن من حقّه علينا وعلى تونس أن نكشف طريقة وفاته ونعاقب من قتله كما يدّعي المقرّبون منه (والحجّة على من ادّعى) فإمّا معاقبتهم للافتراء على الآخرين أو معاقبة من قتل الرئيس إن كان هناك إجرام حقا خاصة أنه في آخر أيامه كان مع خلاف مع عديد الأطراف السياسية التي راحت تكيل له المدائح بعد وفاته صحبة الشعب العاطفي رغم أخطائه العديدة.. ويبقى رأس كل هذا إعطاء الحرية الكاملة للسادة القضاة لينجزوا عملهم دون ضغوط من أيّ كان وهم عماد البلد ومعاقبة بعض الظالمين منهم ومن الأسرة القضائية إن وُجدوا.