التسول ظاهرة تتفاقم بصفاقس في شهر رمضان
حيثما ذهبتَ و مهما كان مشواركَ قصيرا ستعترضك أنواع و أشكال شتى من المتسولين أمام عطرية أو مغازة أو مخبزة أو مركز بريد أو عمارة أو إدارة أو مستشفى أو في حيّك أو وسط الشارع أو أمام المفترقات و الإشارات الضوئية أو حتى عندما تكون راسيا و مغلقا عليك السيارة و تكون جالسا في المقعد الخلفي و في كل مكان و زمان.. فيهم التونسيون و فيهم من يحمل لافتة ” عائلة سورية ” و فيهم الأفارقة.. فيهم الأطفال و الشباب و الكهول و الشيوخ و الرجال و النساء.. وهم يتسوّلون بإلحاح يقتربون منك و يقصّون عليك حكايات غريبة مبتكرة في كل مرة فتارة لديه 4 أطفال لشراء لوازمهم و حليبهم و تارة أخرى لديه ورقة ضوء أو ماء ليدفعها و أحيانا أخرى لديه ابن معوق أو في السجن أو لا يجد ثمن التاكسي و اللواج و غير ذلك من القصص… و هذا يفرض عليك إن تعاطفت و صدّقت الحكاية أن تدفع مبلغا معيّنا و أحيانا يحدّدون لك طلبهم مباشرة فيقولون لك ” نريد 10 دنانير ” و هذا المعلوم كثيرا ما يطالبون به كحدّ أدنى.. و حتى لو لم يسمعوك حكاياتهم و رغباتهم فإنهم لا يرضون بدينار واحد و يتذمّرون من ذلك أمامك..
و لكن المتسولين لم يقدروا إلا على المواطن مثلهم وهم يحسدونه دون أن يعلموا أنه يعاني مثلهم أو أكثر منهم و لكن المظاهر خدعتهم..
التسول ظاهرة مقلقة وتتفاقم في شهر رمضان و تدل على شيئين أولاهما انتشار التواكل و السلب بطرق أخرى و ثانيهما شدة الخصاصة و البؤس التي أصبح عليها كثير من الناس و هذا لا يكون في الدولة العادلة و الديمقراطية بل هو مظهر من مظاهر الاستبداد و سوء التصرف.. التسول قد يتحول إلى سطو عندما يسلب كل واحد الآخر كي يعيش أو يزداد غنى و هذا خطير جدا و نأمل معاقبة المتحيلين من جهة و إيجاد الحلول و التوزيع العادل للثروات من جهة أخرى كما أن المحتاج حقا عليه أن يتعفّف و أن يعمل بكدّ يده و بشرف ما أمكن له ذلك.
سامي النيفر