الثالوث الحاكم انعدم عنده الاحساس بالخطر…الازهر التونسي
الثالوث الذي انعدم لديه الشعور بخطورة الوضعإن كلمة رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الأمن القومي و ما تضمنته من تقريع و توبيخ لرئيس الحكومة جعلتني أتساءل هل هذا هو الظرف المناسب لإثارة تلك القضايا التي في ظاهرها قانونية و دستورية و لكن في باطنها سياسية تعكس حالة الاحتقان و التشنج التي وصلت إليها العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية ؟ إلى متى يواصل السيد الرئيس لعب دور المدرس الكلاسيكي الذي يرتقي المصطبة و يحرص على العلاقة العمودية مع طلابه؟ ألا يعد هذا النهج مهينا لرئيس الحكومة الذي يمثل إحدى مؤسسات الدولة؟ أ لم يكن بالإمكان معالجة هكذا قضايا بعيدا عن الإعلام و الشعبوية؟ ثم عندما يتحدث رئيس الدولة على أنه ليس صندوق بريد أقول له هكذا جعل منه الدستور و إذا كان غير موافق على ذلك كان عليه عدم الترشح للمنصبإن تدخل رئيس الحكومة في مجلس نواب الشعب و تكثيفه للرسائل الموجهة لرئيس الجمهورية و التي تبين له من وجهة نظره عدم وجاهة تدخلاته تبين بما لا يدع مجالا للشك أن إمكانية التواصل بين رأسي السلطة التنفيذية أصبحت منعدمة في الظرف الحالي بل دخلنا مرحلة كسر العظام في العلاقة بين الرجلين و نحن في انتظار موقف رئيس الجمهورية بعد مصادقة البرلمان على التعيينات و مما يزيد الوضع خطورة غياب المحكمة الدستورية المؤهلة لفصل هذا التنازع القانوني و الدستوريأن صمت رئيس مجلس النواب في خضم هذه الأزمة الخطيرة و تكليفه لأعضاء من حزبه و خارج حزبه للرد على رئيس الجمهورية بعبارات قاسية مع المضي قدما في جلسة التصديق على التعيينات الحكومية يزيد في حدة الانكسار بين مؤسسات الدولةإن المتأمل في المشهد التونسي الحالي يلاحظ مدى الاهتمام بالقضايا الهامشية و إهمال القضايا الرئيسية و أهمها الأزمة الصحية و الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و حالة الإفلاس غير المعلن الذي أصبحت علية الدولة فالسياسيون المخلصون يتوحدون عند الأزمات الحادة و لا يزيدونها حدة بصب الزيت على النار. اتقوا الله في هذه البلاد و في هذا الشعب ذي الفقر المدقع .



