“الحرقة” :تذكرة ذهاب… بلا عودة.. أسامة بن رقيقة.

“الحرقة” :تذكرة ذهاب… بلا عودة.. أسامة بن رقيقة.

8 أوت، 18:30

حلم الهجرة إلى أوروبا وبالتحديد إلى السواحل الإيطالية يراود الآلاف من الشباب في تونس، رحلات يومية وبالعشرات،  قوارب أكملت الطريق، وأخرى لم تشرق عليها شمس اليوم الموالي، وأصبحت في عداد المفقودين. في المدة الأخيرة، ومع إنفلات المشهد السياسي في تونس، إنتقلت عدوى الحرقة للعائلات، وإختار الأب والأم والأبناء البحر حلا للهروب من الواقع الصعب الذي تعيشه، خيروا “مكرهين” ركوب قوارب الموت غير مكترثين بالعواقب الوخيمة التي قد تعترضهم في أعماق البحر. فيهم من قضى نحبه، ومن حالفه الحظ “ولو مؤقتا” وواصلوا الطريق إلى الجنة الموعودة، أين إفترشوا الأراضي الإيطالية وجعلوا من سماء لمبيدوزا غطائهم، بلا مأوى ولا مؤونة، سوى بعض الفتات الذي تتكرم به عليهم بعض الجمعيات الخيرية. لزاما علينا جميعا أن نطرح عديد الأسئلة.مالذي يجعل عائلة بأكملها تخاطر بحياتها وتبقى بلا مأوى على أن تعيش في بلادها؟ مالذي دفعهم أن يتركوا بلدا قام بثورة ضد الظلم والقهر والطغيان؟  ماذا سيروى هذا الجيل لأبنائهم عن الوطن والأرض والعرض؟ مالذي جعل هؤلاء يتركون أرض أجدادهم وآبائهم، ومن إرتوت الأرض بدمائهم؟ الأرض التي أنجبت علي بن غذاهم، فرحات حشاد، بورقيبة ومصباح الجربوع وأحمد إبن أبي الضياف وغيرهم من الأعلام الذي قامت ببناء الدولة. تترك هكذا؟  مالذي يحدث في تونس؟ من المسؤول؟ من يحمى تجار الموت ؟ ومتى يتوقف هذا النزيف؟ 

مواضيع ذات صلة