الحكومة:تأخذ الأموال من الفقراء لتعطيها للأغنياء… أسامة بن رقيقة

كان روبن هود يقوم بسرقة وسلب الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، ومحاربة الظلم والطغيان. حتى بليت بلادنا بسياسيين، قلبوا المعادلة، لتصبح الأموال للأغنياء بعد أن تتحيل على الفقراء. فكل حكومات بعد الثورة فشلت في الحد من الفقر الذي نهش جزء كبير من التونسيين. بل وإزدادت الهوة بين الجهات، والمناطق التي كانت فقيرة أصبحت تحت خط الفقر، وحتى الطبقة المتوسطة التي كانت تشكل غالبية التونسيين تلاشت وأصبحت فقيرة. سياسيون فاشلون يبيعون الوهم في كل محطة إنتخابية، يتنقلون للمناطق المهمشة وقت الإنتخابات، ويتناسونهم، على أن يجددوا معهم العهد في محافل إنتخابية قادمة. هؤلاء الفاشلون يوهمنوننا بنجاحاتهم، والحال أنهم سبب المآسي التي تحدث من حين لآخر. يدعون أنهم يحاربون الفساد ولكنهم في الحقيقة يحاربون السراب. يقولون أن قلوبهم مع الفقراء والمحتاجين، ولكن قراراتهم تصب في مصلحة الأغنياء. مع كل أزمة تعترض البلاد، يسارعون بل يهرولون لإنقاذ رجال الأعمال المنتفخة أرصدتهم، ويقدمون لهم الإعانات، على حساب الفقراء المهمشين وميزانية الدولة التي تمر بطبعها بصعوبات. فقد قامت الدولة سابقا بتقديم الإمتيازات لأصحاب النزل، واليوم ستضخ الأموال لأصحاب القنوات التلفزية والإذاعية الخاصة من أموال المجموعة الوطنية. هؤلاء هم المسؤولون في بلادي لا يحزنون لحزننا ولا يأكلون أكلنا ولا يشعرون بألامنا.