الحوار الوطني (5) الطاولة الخامسة مازلت ….سفيان عبد الكافي

الحوار الوطني (5) الطاولة الخامسة مازلت ….سفيان عبد الكافي

21 ماي، 18:30

لم افهم هذا التناقض الغريب في الممارسة الديمقراطية عبر ما يسمى بالمقاطعة… هل المقاطعة هي راي او موقف محسوب تستطيع ضبطه وتحديده … هل الذي يقاطع يعني رافض… قطعا لا … في الكثير من الاحيان يعتمد الطرف الضعيف والذي يعلم الا صدى له في عمق الشعب الى ترويج مغالطة في ان قلة نسبة المشاركة هي تعبير على الرفض وهذا غير صحيح… هذا ليس في تونس فحسب بل في الكثير من الدول التي تعتمد الصندوق هو الفيصل… نعلم جيدا ان في كل انتخابات العالم لا تصل نسب المشاركة الى ارقام كبيرة فان فاقت 50% فذاك يعتبر نجاحا وانجازا فهل الذين لم يشاركوا هم رافضون؟… طبعا لا… فانظر كيف يافكون… ربما اخر هذه المغالطات كان مع الاستشارة الالكترونية بسبب قلة الاعداد المشاركة حسب زعمهم وان النسبة (حوالي 4%) دليل على الفشل والكل يعرف ان العزوف ليس لسبب الرفض انما لعدم الاهتمام بالشان العام وكذلك الامية الاعلامية… وقد اجريت هذه الاستطلاعات في عديد البلدان ومنها فرنسا خاصة بعد احداث اصحاب السترات الصفراء… وكانت اضعف مما حصل في تونس واعتبرت ناجحة عندهم… انت ايها المعارض لو كنت حقا لك عمق لدعوت الى المشاركة وتوجيه نسب الاستبيان لصالح موقفك… ترفض مثلا تغيير النظام فدع نسبة هذا الرفض تكون اكبر من نسبة القبول… ولكنهم لا يستطعون لان لا عمق لهم فيمرون الي هذه المغالطات… الحقيقة ان الدعوات التي نراها في مقاطعة الانتخابات خاصة في الازمات السياسية والتي تقودها المعارضة لها وجهان او سببان … الاول نابع من السلطة التي ترفض اظهار الصوت المعارض في الانتخابات لانها لو اظهرته تعلم انها خاسرة ونرى هذا في الانظمة الدكاتورية المتغلفة بالديمقراطية حيث تكون المعارضة فعلا اقوى من السلطة واكثر عمقا في الشعب … اما الوجه الثاني فكما اسلفنا القول ينبع من المعارضة الضعيفة داخل سلطة قوية لها عمق شعبي … وتعلم المعارضة انها لن تفوز بالسلطة ليس بسبب التزوير ولكن فعلا الشعب مساندا للسلطة الحاكمة…. في هذه الحالة وبسبب هذا الضعف تعمد المعارضة الى خداع الناس باستغلال الفئة غير المهتمة بالتصويت وعملية الانتخاب بان تضمها الى موقفها الداعي للمقاطعة الانتخابية لتظهر وكانها معهم وترفع بالتالي امام الراي العام نسبة مقاطعة الشعب للانتخابات ومن هناك تمر لضرب شرعية السلطة الفائزة في الانتخابات… خبث شيطاني سياسي… ويجدر الملاحظة اننا بدانا نسمع من الان هذه الدعوات لمقاطعة الاستفتاء… برغم ان كلمة لا موجودة… فاي منطق هذا الذي يتعاملون به مع انصارهم … ان كنت تعتقد ان عمقك كبير فجيش انصارك للرفض وليس للمقاطعة… لقد كتبت من قبل عن سيادة الشعب وهذا ايماني العميق الذي ابني عليه كل افكاري وطالبت باظهار الصوت المعارض بكل وضوح… واسميته القائمة السوداء… واقترحت مع كل انتخابات رئاسية او برلمانية او بلدية وضع خانة سوداء على ورقة…. اذا اشر عليها الناخب… يعلن حينها موقفا واضحا من كل المترشحين و هو رفضهم جميعا… هنا اذا كان الاختيار عليها يحتل المركز الاول ينجر عليها اقصاء كل المترشحين وتعاد الانتخابات بدونهم ويمنعون من اعادة الترشح والممارسة السياسية طوال الفترة النيابية لتلك الدورة ولا يتقلدون خلالها اي منصب سياسي في الادارة والدولة… انت ايها المواطن ان كنت ترفض من ترشح وتراهم غير مؤهلين او خطرا عليك وتعتبر ابعادهم واجب لحماية البلاد والدولة فما عليك الا ان تتقدم وتشارك في الانتخابات وعبر عن رايك بالرفض واختر الخانة السوداء.. بهذا فقط يكون لرفضك قيمة وتستطيع ان تطهر المشهد السياسي.. فانت الاصل وانت الحاكم والزعيم ولا زعيم سواك ايها المواطن… هنا تخرس كل الافواه والمشككين في الشرعية… فلن يقول احد ان نسب المشاركة ضعيفة.. فلو كان هناك رفض حقيقي لتقدم المواطن للتعبير عنه ولا يمنعه احد … اما من بؤثر الجمود ويختار الغياب.. فكيفو كيف بلاش.. وكما يقال ” الي يغيب يغيب سهمو’. هنا حتى ولو كانت نسب المشاركة 10% مثلا فسوف تكون للفائز شرعية كاملة لا غبار عليها ولا احد يشكك فيها لان الرافض كان امامه ان يشارك ويصوت بالرفض ويعلي صوته فوق صوت السلطة او الساسة…. ولكنه لم يفعل… انا دعوت الى هذا عند كتابة الدستور المجمد ولكن لم يلقى تجاوبا لان الامر برمته سياسي والجماعة دخلوا الحكم بنية مبيتة لنهب الدولة وقانون كهذا لو وجد في الانتخابات ربما عصف بهم وباحلامهم وامانيهم… تاكدوا انه لن يضع مثل هذا الاجراء الا الوطني الصادق المتعفف والذي يريد لبلاده الخير والذي يمارس السياسة بصدق واخلاص ويحترم الشعب… القائمة السوداء هي فيتو المواطن وسيادته التي لو وضعت كالية سيخاف السياسي من الشعب ويبقى في تواصل معه وليس فقط فترة الانتخابات ثم يعيد الشعب الى الرف… ولن يكون الامر مثل ذي قبل يعد الناس بان يحقق امانيهم ومطالبهم ويوم يتولى يحقق فقط امانيه هو ومطالبه الخاصة…

مواضيع ذات صلة