
الدرس اتانا من كوبنهاقن : التعليم التربية و الصحة ..غير ذلك … لكم حرث البحر
هل اذكر لك ماذا يفعل التعليم فى الأمم ..ينقذ الحيوات ..يجعل البشر .. ناس .. كائنات أكثر تحضرا ..اليوم لسبب لا يعلمه إلا الله توقف قلب كريستينسن اريكسون مهاجم الدانمارك فى أرضية الملعب ..تخيل انك تنظر من مسقط رأسيٍّ على ذلك الملعب ..ستجد أن لاعب فنلندا المنافس اوقف اللعب مباشرة لانه شك لوهلة ان منافسه ليس على ما يرام ..لاعب الدانمارك الذي لا علاقة له بالطب وضعه على جنبه بعد أن فقد الوعي كي لا يبلع لسانه أو يختنق بسوائله أن كان قد تقيأ ..فى نفس اللحظة يندفع الفريق الطبي الدنماركي يليه الفنلندي لتقديم الدعم و من الجهة المقابلة يظهر فريق الإسعاف الطبي راكضا ..كل هذا فى ثوان ..صاعق كهربي و انعاش قلب و حقن مواد منشطة للقلب كل هذا على أرض ملعب ..الصاعق يعمل لانه جرت صيانته و التأكد من كفائته مرتين و ليس مرة واحدة ..الطبيب منتبه لانه يعمل فى وظيفة واحدة و يتقاضي ما يستحق و ليس مشغولا بالركض بين المستشفيات ليوفر ما يقيم وأد الحياة ..اللاعبون يحيطون بصديقهم فى دائرة ليخفوه عن الكاميرات ليحافظوا على خصوصيته حتى و الموت أقرب إليه من حبل الوريد .. و الفريق الفنلندي المنافس يقف بعيدا و يشكلون ممرا شرفيا يصفقون فيه لخصومهم عند استئناف المباراة ليمنحوهم الدعم و الاحترام .. الناس فى المدرجات يشعرون بحزن و ترقب .. لأنهم بشر .. حقيقيون .. الموت عندهم حدث جلل .. لا يموتون فى حوادث محترقين .. أو مقلوبين .. التعليم جعل الناس أكثر رقيا ..جعلهم أناسًا حقيقيين ..هذا ما يفعله التعليم فى الناس و الأمم ..التعليم التربية و الصحة ..غير ذلك … لكم حرث البحر …علّهُ أولى و أنفع ..
احمد بوشعالة

