الدكتور : سامي كمون الناس تُرافقه عبر إذاعة صفاقس… بقلم رضا القلال

الدكتور : سامي كمون الناس تُرافقه عبر إذاعة صفاقس… بقلم رضا القلال

9 افريل، 15:45

انتشرت في الفترة الأخيرة في الفضاء الأوروبي مبادرة الهتاف والتصفيق الطويل والحار من الشرفات للأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات، تحية لمحاربي وباء كورونا، ومواجهة خطر انتقال الفيروسّ، في الصين أديت التحية العسكرية لهؤلاء الجنود في الخط الأول. مثل هذه المبادرة مازالت غائبة عنا رغم ما تحمله من قيم التضامن والتعاون في المحن، وبالخصوص ما تبطنه من قيم الاعتراف بالجميل في زمن لا نرصد فيه في بلادنا مع الأسف الشديد إلاّ الكثير من النماذج السيئة والمسيئة للوطن في الأحزاب السياسة والبرلمان والإعلام و”المخالب” المحتكرة في الاقتصاد، مرورا أخيرا بسلوكيات الناس المشينة في التعاطي مع الحجر الصحي ممّا يعمّق عناء أصحاب “البدلة البيضاء”، وممّا قد يهدّد بلادنا بأسوأ السيناريوهات… في هذا السياق فتحت إذاعة صفاقس برنامجا يوميا مع د. سامي كمون وهو رئيس قسم الأمراض الصدرية الذي ارتفع بطاقمه الطبي وشبه الطبي والاداري إلى مركز رئيسي لاستقبال المصابين بفيروس كورونا ومعالجتهم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، وهو في ذات الوقت عميد كلية الطب بصفاقس إحدى أقدم الكليات بجامعة صفاقس المتألقة دائما. عرف العميد في الأوساط الطبية الجامعية بأنه ديناميكي وصاحب عديد الأفكار والمبادرات التي رفعت عاليا راية هذه الكلية، فقد قام على سبيل المثال، مع فريقه الواسع، وبعيدا عن ضجيج الإعلام ليتجنب النفخ في “الأنا” بفتح كلية طب جديدة في العاصمة التشادية انجمينا، وتركيز علاقات تعاون مع دول افريقية أخرة وأوروبية إضافة إلى حصول الكلية على الاعتماد Accréditation لتكون الأولى على مستوى المغرب العربي … وهو اليوم منسق جائحة الكورونا بصفاقس. برنامج إذاعة صفاقس اليومي مع الحكيم البروفسور سامي كمون يأتي بين منتصف النهار والساعة الواحدة ظهرا، ومنذ الأيام الأولى من إطلالته بدأ يترك بصمة كبيرة لدى الناس لما يتميّز به من هدوء وبساطة وتواضع… كان الصينيون مرة أخرى – والذين يخطفون أبصار العالم اليوم من الكوباي cowboy الأمريكي الظالم- يقولون “من لا يستطيع الابتسام يجب أن لا يفتح دكانا” وهو ينطبق على الطب بما يتجاوز ابتسامة الثغر لأن الطبيب المثالي يؤمن بقاعدة سلوكية أخلاقية تجعل “مصلحة المريض فوق كل اعتبار” كما جاء في قسم الطبيب أبقراط الذي ظهر في العصر الذهبي للحضارة الإغريقية في القرن الرابع قبل الميلاد ولكن أيضا في قانون حمورابي في الحضارة البابلية بالعراق الذي يعود إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد. وقد اكتشفنا في الحلقات الأولى ما يتمتع به سامي كمون أيضا من ملكة التعامل مع المستمعين والمرضى أحيانا والملهوفين من المتدخّلين في هذا البرنامج لامتصاص خوفهم أو تصحيح بعض الأفكار الخرافية اللاعقلانية، ولهذا بدأنا كمستمعين لإذاعة صفاقس نحبه ونرافقه ونطمئن إليه، لأنه يتحلّى بصفات ثلاثة على الأقل هي الحكمة بمعنى المعرفة هنا والثقة في النفس والجرأة… وقد لقي البرنامج استحسان الكثير من مستخدمي الفاسيوك، واقترحوا إعادة بثه. أنا اقترح تخصيص يوم ” للطبيب المثالي” لاحقا وما أكثرهم! سواء من عمادة الأطباء أو الإدارة الجهوية للصحة.

مواضيع ذات صلة