
الدولة تشجع المشعوذين على التحيل؟ ..اسامة بن رقيقة
في ذات الوقت الذي تنتشر فيه مؤسسات البحث العلمي في كامل ارجاء المعمورة من أجل الاكتشافات العلمية الحديثة ، تنتشر في تونس مؤسسات الشعوذة والتدجيل ، أمام مرأى ومسمع من الدولة التى تلازم الصمت إزاء هذه الظاهرة ، بالرغم من الأساليب التى يمارسها هؤلاء المشعوذين من تحيل واغتصاب وقتل في بعض الأحيان.
حتى أن البعض تحدث عن تواطىء بين المشعوذين والحكومات المتعاقبة ، خاصة إذا عرفنا ان القانون الجنائي التونسي لا يتضمن أي عقوبة ضد من يمارس الشعوذة.
بعض المؤسسات الإعلامية لها دور سلبي إزاء هذه الظاهرة ، فبعضها لا يتوقف عن نشر مقالات عن المشعوذين وانجازاتهم الخارقة ، والبعض الآخر من الصحفيين فتح برامجه “للكهنة والمعبرين” وأصبحوا ضيوفا قارين ، ينظرون ، يلبسون لباس الورع والتقوى والحال أنهم متحيلون ، يخلطون بين السحر والدين ، خاصة وان طبيعة العقل التونسي تميل دوما إلى الوازع الديني وتصديق الغيبيات.ولكن الخطير في الأمر أن آخر الاحصائيات تؤكد وجود مائة ألف طبيب ، مقابل مائة وثمانون ألف عراف ينتشرون في كامل أنحاء البلاد ، خاصة في الأحياء الراقية أمام انظار السلطة ، بل ربما تحت حماية بعض المسؤولين داخل الدولة إن لم يكن هذا المسؤول نفسه حريفا وفيا للعرافة ، او ربما لكونهما (المسؤول والعراف) يمتهنون نفس الوظيفة فكلاهما قاريء كف.