الدولة تشجع المشعوذين على التحيل؟ ..اسامة بن رقيقة

الدولة تشجع المشعوذين على التحيل؟ ..اسامة بن رقيقة

11 ماي، 20:55

في ذات الوقت الذي   تنتشر فيه  مؤسسات البحث العلمي في كامل ارجاء المعمورة من أجل الاكتشافات العلمية الحديثة ، تنتشر في تونس مؤسسات الشعوذة والتدجيل ، أمام مرأى ومسمع من الدولة التى تلازم الصمت إزاء هذه الظاهرة ،   بالرغم من الأساليب التى يمارسها هؤلاء المشعوذين من تحيل واغتصاب وقتل في بعض الأحيان.

حتى أن البعض تحدث عن تواطىء بين المشعوذين والحكومات المتعاقبة ، خاصة إذا عرفنا ان القانون الجنائي التونسي لا يتضمن أي عقوبة ضد من يمارس الشعوذة.

 بعض المؤسسات الإعلامية لها دور سلبي إزاء هذه الظاهرة ، فبعضها لا  يتوقف عن  نشر مقالات عن المشعوذين وانجازاتهم الخارقة ، والبعض الآخر من الصحفيين فتح برامجه “للكهنة والمعبرين” وأصبحوا ضيوفا قارين ، ينظرون ، يلبسون لباس الورع والتقوى والحال أنهم متحيلون ، يخلطون بين السحر والدين ، خاصة وان طبيعة العقل التونسي تميل دوما إلى الوازع الديني وتصديق الغيبيات.ولكن الخطير في الأمر أن  آخر الاحصائيات تؤكد وجود مائة ألف طبيب ، مقابل مائة وثمانون ألف عراف ينتشرون في كامل أنحاء البلاد ، خاصة في الأحياء الراقية أمام انظار السلطة ، بل ربما تحت حماية بعض المسؤولين داخل الدولة إن لم يكن هذا المسؤول نفسه حريفا وفيا للعرافة ، او ربما لكونهما (المسؤول والعراف) يمتهنون نفس الوظيفة فكلاهما قاريء كف.

مواضيع ذات صلة