![الرئيس الإيراني يشكك في استعداد واشنطن للتفاوض مع بلاده في ظل العقوبات.](https://journalistesfaxien.tn/wp-content/uploads/2024/11/iran.jpg)
الرئيس الإيراني يشكك في استعداد واشنطن للتفاوض مع بلاده في ظل العقوبات.
شكك الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، مؤكداً أن طهران “لن ترضخ للضغوط الأجنبية، ولا تسعى للحرب”.
يأتي ذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سياسة “الضغط الأقصى” على إيران.
وقال بيزشكيان في كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ46 للثورة الإيرانية في العاصمة طهران: “ترمب يقول أريد إجراء المحادثات وحصول التوافق، وفي نفس الوقت يوقع على مذكرة جميع المؤامرات لإخضاع الشعب الإيراني، ثم يقول إننا نريد المحادثات”، وفق ما أوردت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء.
وأضاف الرئيس الإيراني: “ترمب يخطط للمؤامرات ضد الثورة، ويزعم بأنّه يريد الحوار مع إيران”، مضيفاً: “سنكون قادرين على حل كل مشكلاتنا والتصدي لأميركا ومخططاتها”.
وأردف: “ترمب يزعم أنّ إيران زعزعت أمن المنطقة، بينما الكيان الصهيوني (إسرائيل) هو الذي يزعزع الأمن وقتل أهل غزة ولبنان وسوريا”.
ومضى قائلاً إن “الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي أعلنتا أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني ونظام الإبادة الجماعية ارتكب جريمة حرب، ونفس الرئيس الأميركي الذي يدعي أنه يسعى إلى السلام والهدوء يدافع عن مجرم إدانته المنظمات الدولية”.
وتابع: “إذا أرادوا أن يسود السلام في المنطقة، فلا يجب أن يدافعوا عن الظلم والعدوان، يغتالون بسهولة من يريدون في أي مكان، وأميركا ستدافع عنهم، ثم يقولون إن إيران مسؤولة عن انعدام الأمن في المنطقة، هل نحن مسؤولون عن انعدام الأمن؟ نريد أن نكون إخوة مع الجميع”.
وأضاف: “اغتالوا القائد إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) في إيران، لأنّهم يخشون وحدتنا، ولكننا سنتغلب على المشكلات بوحدتنا”، “هؤلاء هم الإرهابيون، ولكنهم يتهموننا بالإرهاب، بينما نحن ضحايا الإرهاب”.
العلاقات مع دول الجوار
وبشأن العلاقات مع دول الجوار، أشار الرئيس الإيراني إلى أن طهران “تسعى للتفاعل مع جيراننا. من هذه المنصة نعلن أن دول المنطقة هي إخوتنا. إذا كنا ندافع عن غزة وفلسطين، فإننا ندافع عن المظلوم”.
واختتم بيزشكيان كلمته بالتأكيد على أن طهران لديها مع الدول المجاورة “عهد أخوة”، وأضاف: “لا أحد يتفوق على الآخر. دعونا نسعى بناءً على الحق والعدالة لتطبيق حقوق الجميع بشكل عادل. لنتحد ضد الفساد والظلم والجريمة”.
ونددت إيران، الجمعة، بتحرّك واشنطن لفرض عقوبات جديدة تتعلق بالشحن، وقالت إنه من شأن هذا الإجراء أن يحرمها من التجارة المشروعة مع شركائها.
وكثفت واشنطن الضغوط على إيران، الخميس، إذ فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على عدد من الأفراد والناقلات بسبب مساعدتهم في شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنوياً إلى الصين.
وهذه هي أول عقوبات أميركية على النفط الإيراني منذ تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر، في إطار السعي لفرض قيود على قدرات البلاد النووية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قوله: “قرار الإدارة الأميركية الجديدة ممارسة الضغط على الشعب الإيراني من خلال منع إيران من التجارة المشروعة مع شركائها الاقتصاديين هو عمل غير شرعي وغير قانوني”.
وأضاف أن طهران “تحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن عواقب وتداعيات مثل هذه الإجراءات أحادية الجانب والمتغطرسة”.
والأسبوع الماضي، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مذكرة بشأن إيران، تنص على إعادة سياسة “الضغط القصوى” على إيران، معرباً عن أمله ألا تضطر واشنطن إلى استخدام المذكرة، ملمحاً إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران.
وأضاف ترمب أن “إيران قريبة جداً من امتلاك سلاح نووي”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن تمتلك طهران سلاحاً نووياً”، وقال إنه سيجري محادثات مع نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان.
ولم يتردد ترمب في اتهام الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بإضعاف نهج الولايات المتحدة تجاه إيران.