السؤال الحقيقي الان هو هل نريد البقاء في منظومة 2011 أم نريد الخروج منها؟ الصادق شعبان
لا نقول ان البقية تفاصيل … فالبقية مهمة دون شك لكن ليست الشيء الأهم …صحيح ان بالمشاركة و بالحوار تكون النصوص افضل و المشروعية اكبر … لكن هل يذهب الأمر بالاطراف المغيّبة إلى اعلان الحرب و اتباع سياسة الأرض المحروقة و الدعوة الى الرجوع للمنظومة القديمة مهما كان الثمن ؟ من يدعي انه بورقيبي فكرا و منهجا ، فليرتقي إلى وطنية بورقيبة و ليعمل بمقولاته مثل ” الاهم قبل المهم “، و ” خذ و طالب “… و من يقول انه حشادي ، فليعمل مثل حشاد لما غلّب مصلحة الوطن على مصلحة العمّال و وقف في وجه النقابات الاشتراكية الفرنسية قائلا ان العامل لن يتحرر ما لم يتحرر الوطن و ان عدوّ العمال الان ليس راس المال الوطني بل المستعمر الاجنبي …إدارة الأزمات مثل الازمة التي نحن فيها الان تحتاج من القيادي إلى شيء من العلو ليرى الاشياء افضل … يحتاج الى الارتقاء و إلى بعد النظر … امام السؤال ، الخيار واضح : مغادرة الملعب القديم و قواعد اللعبة القديمة … ليس ثمة اخطر مما عشناه ، و البقاء فيه ينهينا … و على اية حال كل شيء ممكن تصحيحه بعد … المشهد الحزبي سوف يتغير بصورة عميقة ، و كذلك حياد النقابات و العمل الجمعياتي و الاعلامي … الطغمة التي جثمت على البلاد سوف تتقشع … و المافيا التي تسربت إلى أعماق الدولة لن تلقى مكانها مستقبلا …ان تكون كل الاطراف شاركت ام لم تشارك فهذا ليس الأهم… الأهم هو هل في الدستور الجديد أو في المنظومة الجديدة ابعدنا تنظيم الدولة عن منطق الغنيمة ؟ … و هل سوف ننتخب الافضل و تعود ثقتتا في المنتخبين ؟… و هل سوف نقدر على تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب ؟… و هل سوف نضمن الاستقرار للتشريعات و نوضح الرؤية للمستثمرين و نخلق مناخا جذابا للاعمال ؟ و الغرض النهائي هو هل يفضي كل هذا الى تحسين عيش المواطن و هل يساعد على تحقيق استقلال القرار الوطني و مناعة البلاد ؟