
السكتة القلبية ذلك الموت الغادر المباغت…سمير الوافي
السكتة القلبية ذلك الموت الغادر المباغت…الذي لا يعطينا فرصة وداع ولا إنذارا ولا مرضا يهيئنا للأسوأ…إنها تأتي بلا موعد وتقتل في صمت وتصدم وترج وتباغت…حيث لا نتوقع وحين لا ننتظر…وعندما نمارس الحياة كأننا سنعيش أبدا…وكأن الموت ليس لحظة كتم نفس ودقة قلب ناقصة…و ثانية واحدة من أعمارنا…!!السكتة القلبية صارت موت هذا العصر…كم خطفت وكم غدرت وكم صدمت…خطفت والدي رحمه الله دون وداع…والموت دون وداع أقسى ووجعه لا يتوقف وجرحه لا يلتئم…ولأن الستراس قاتل صامت فهو سبب رئيس للسكتة القلبية…حين تنهار طاقة القلب تحت أعباء الهموم…فكل شيء أصبح مصدر ستراس حتى الأخبار اليومية العامة…وطريقة العيش…والقلب الرهيف يحزنه حتى موت طفل في الموزمبيق…!!!صديقي سمير عبد الله رحمه الله…رجل حساس…مرهف…سريع الالتهاب…مسكون بحب تونس…وهو مثلي يعالج نفسه بالكتابة…فهو يكتب مثلما يتنفس…يدافع عن تونس التي شارك في بنائها ويراها اليوم تتهدم…ويرى أصدقائه وزملائه من رجال الدولة الذين بنوها وخدموها…يتعرضون الى المظالم والقهر والتعذيب المعنوي…ويتساقطون واحدا بعد آخر بسبب الإحباط والقهر والجحود والظلم…وطالما حدثني عن ذلك بألم…وآخرهم المرحوم علي الشاوش الذي قهرت وفاته صديقي سمير…!!!سأفتقدك كثيرا…سأشتاق الى صوتك المحب والطيب…الى محبتك الكبيرة لشخصي…الى شموخك أمام الكاميرا في برنامجي…إلى تدويناتك التي أصيبت بالسكتة القلمية…وستبقى تاريخا شاهدا على وطنيتك وترفعك عن المناصب والأطماع…حيث أفشلت صراحتك وجرأتك كل تجاربك الحزبية…وقد كنت تقول لي ” تخنقت ” و تنسحب هاربا نحو حريتك…!!!رحمك الله أيها العزيز الطيب…سأكتب عنك كما تكتب عن تونس…بحب ووفاء واحترام…حتى لا أبكي…سأعالج حزني عليك بالكتابة كما أفعل منذ وفاة أبي…وداعا يا صديقي الغالي…وداعا سعادة السفير !