الشواشي المكي وعبو… ضحايا الفخفاخ
يوجد نوعين من السياسيين في تونس، الأول السياسي الذي ينطلق للتغيير من إحساسه بمشاغل الناس الذين يدخلون في دائرة اهتمامه وضميره الإنساني وحبه للوطن، وهؤلاء هم المحافظون على موقفهم، يحاولون تحقيق أهدافهم وبرامجهم كلفهم ذلك ما كلفهم، لا تراهم يحتلون المنابر الإعلامية إلا لفافا. دائما مايكونون في واجهة الأحداث، يمثلون الصدر الذي يتلقى الضربات والطعنات، هم عادة مايكونون ضحايا لمواقفهم أو لم تخدمهم الظروف، كماهو الحال مع المحمدين الحامدي وعبو والشواشي وعبد اللطيف المكي، الذين كانوا ضحايا لتضارب مصالح رئيس حكومتهم، ففقدوا المنصب وخسرهم مجلس نواب الشعب بعد أن إستقالوا منه عند تقلد منصب الوزارة، هؤلاء خسرتهم البلاد ووذهبوا ضحايا لذنب لم تقترفه أيديهم. ووراء هذا الصنف يختبئ النوع الثاني من السياسيين، الذين يرفعون شعارات مستمدة من معاناة المظلومين والمقهورين ليحولوها إلى بالونة غازية تصعد بهم إلى سماء النجومية، يبحثون عن المناصب الكبرى والصفات الوجيهة في المجتمع ذات الأرباح المبالغ فيها. يستعملون الشعارات الرنانة والكلمات الحماسية وطريق النجومية، كماهو الحال مع نبيل القروي والغنوشي والفخفاخ. رئيس الجمهورية نفسه نجده ضمن هذا الصنف من السياسيين، فالسيد قيس سعيد رفع هوالآخر الشعارات وتغنى بالدولة المثالية والطهورية، ولكنه فشل في إدارة الأزمة السياسية.
أسامة بن رقيقة