الشيخ الحبيب بن طاهر : لا يجوز إهمال رصد هلال شهر شوال
بسم الله الرحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على نبيّه الكريم هل يعني بلاغ المعهد الوطني للرّصد الجوّي عن استحالة رؤية هلال شوّال يوم الجمعة 22 ماي 2020 / 29 رمضان 1441 عدم وجود داع للخروج لرصد الهلال؟ علّق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخول وجوب صيام رمضان والفطر منه برؤية هلال شهري رمضان وشوّال، فقد قال: “لا تصوموا حتّى تروا الهلال، ولا تفطروا حتّى تروه، فإن غمّ عليكم فأكملوا العدد ثلاثين”(مالك وأبو داود والترمذي). وقد استنبط علماؤنا منه أنّ العبرة برؤية النّاس للهلال معاينة، وليست العبرة بوجوده علميا، ولذلك لو ثبت وجوده علميا ولم يره النّاس، فلا يجب صيام رمضان ولا يجوز الافطار منه إلا بإتمام ثلاثين يوما. ومن هنا كان الاعتناء برصد الهلال واجبا كفائيّا على طائفة من النّاس في كلّ مدينة؛ لأنّ ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب. ولا يجوز ترك الخروج لرصده فإن تركه النّاس لحق الإثم جميع النّاس. فالخروج لرصد الهلال يمارسه المسلمون باعتباره عبادة من العبادات، وليس إجراء إداريا، ولا عملا روتينيا. وإنّ في تعليق الصيام والإفطار والحجّ برؤية الهلال مقاصد شرعية عظيمة، ليس هنا مجال بيانها. وعليه، فإنّ بلاغ المعهد الوطني للرصد الجوّي عن استحالة رؤية هلال شوّال، لا يسقط هذا الواجب، ولا يجوز أن يُخلّ بهذه العبادة الجليلة، كما لا يعفي مفتي الجمهورية والمعهد نفسه، من القيام بهذا الحكم الشرعيّ، بدعوة اللّجان الجهوية لرصد الهلال للقيام بهذا الواجب الشرعي، وسماع شهادتهم في الموضوع. وللاحتياط فإنّ كلّ مواطن يملك من الإمكانات العلمية والتقنية لرصد الهلال أن يقوم بهذا العمل الجليل، وحبّذا أن تهتمّ جمعيات المجتمع المدني بهذا الموضوع، وتشارك في تحرّي الأشهر القمرية، حتّى لا يتكرّر ما حدث في دخول شهر رمضان. وما حدث في دخوله من إهمال هذا الأمر نسأل الله تعالى العفو عنه.
الحبيب بن طاهر