الشيخ الحبيب بن طاهر يرّد على من أنكر فرضية الحجاب
مع موجات الاستنقاص للباس المرأة المسلمة واحتقار لابساته ووصفهنّ بالانعزالية وأقلّ إنسانية من الرجل والخوف.
يجب أن يستحضر كلّ مسلم أنّ هذا اللباس ليس رمزا لطائفة، ولا شعارا لحزب سياسي، بل هو حكم شرعيّ أمر الله تعالى المؤمنات به في قوله عزّ وجلّ (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ )[النور: 31]. و«الخُمُر» جمع خمار وهو الثوب الذي يوضع على الرأس، و«الجيوب» جمع جيب وهو فتحة الثوب من جهة الصدر.
فقد أمر الله تعالى المؤمنات بلبس الخُمُر على رؤوسهنّ ويسدلنها على جهة صدورهنّ، فلا يظهر منها إلاّ وجهها وكفيها.
وقد تواتر النقل عبر أجيال الأمّة أنّ هذا اللّباس شريعة من شرائع دين الإسلام، فهو بمثابة المعلوم من الدين بالضّرورة، وليس عادة جاهلية كما يدّعي البعض، لأنّه لم يكن من لباس النساء في الجاهلية.
والمرأة المسلمة تفتخر بأن في شريعتها مثل هذا التشريع؛ لأنّه يحفظ النّساء من الزائغين والمتحرشين والمتاجرين بأجسادهنّ.
وهي في امتثالها لأمر الله تعالى تحقق معنى الاستخلاف الّذي من أجله أنزل الله تعالى آدم وزوجه حواء، لعمارة الأرض والسير فيها على وفق تعاليمه، ومن تعاليمه صيانة الإنسان ـ رجلا أو امرأة ـ لجسده وستره.
جسد المرأة كجسد الرجل ليس ملكا لهما، بل هما مؤتمنان عليه، لا يجوز لهما التّصرّف فيه إلاّ بما يرضي الله تعالى.
وفي النساء اللاّتي يرتدين الخمار من القوّة والثقة في النّفس والحيوية الاجتماعية، من عهد الصحابيات رضوان الله عليهنّ إلى هذا اليوم ما يبدّد تهمة الانعزالية والدّونية عليهنّ؛ لأنّ عزيزات بعزّة الله ورسوله.
الشيخ الحبيب بن طاهر