
الصفاقسيّة : بحر الشَّابة و” فراخ الحَجَلَة “
قلنا بعد أن قضى بورقيبة منذ بداية الستينات من القرن العشرين على شواطئ فيريو وحشاد وكازينو الجميلة تشتت الصفاقسية كفراخ الحجلة قاصدين مختلف شواطئ البلاد من شمالها إلى جنوبها متكبدين متاعب السفر ومخاطره كالحوادث المرورية القاتلة ونحو ذلك من مصاريف كانوا لا يعرفون إليها سبيلا ، وما لاحظته أن أهالي صفاقس يحبذون ولاية المهدية لقربها منهم ولنظافة شواطئها وصفاء مياه بحرها ودماثة أخلاق أهاليها من تجار ومسوغين للديار المُطلة على البحر و . . .
زرت اليوم الأحد شاطئ الشابة المعروف ب ” السِير” فعدت أدراجي من حيث أتيت ، الضريع حلَّ محل رمال الشاطئ ،عشرة أمتار على الأقل يجب أن تقطعها ورجلاك غائصتان في وحله لتصل الى مياه البحر السوداء لامتزاجها بالضريع هي أيضا، الشيوخ والأطفال يعجزون عن بلوغ الماء مهما اجتهدوا اواستنجدوا بمُرافقيهم.
أين بلدية الشابة من كل ذلك ، عرفناها بلدية حازمة ونشيطة تسعى قدر جهدها لترضية المصطافين بل هي أشهر مدينة تونسية في السياحة الداخلية منذ عقود خَلَتْ أي منذ أن شتت بورقيبة الصفاقسية كما تُشتت فراخ الحجلة.
مَحمد التركي.
صفاقس / تونس.