الأمطار تكشف فساد من حكموا البلاد منذ الإستقلال
شهدت السبت أنحاء عديدة من البلاد، هطول أمطار غزيرة، متأثرة بحالة عدم الإستقرار الجوي التي غطت جل ربوع البلاد، مصحوبة برياح قوية سادت الأجواء. هاته الأمطار بقدر ما إستبشر بها البعض، فإنها لم تكن كذلك في بعض المناطق. “الغيث النافع” كما يصطلح على تسميته كشف لنا حجم الفساد الذي كنا نعيشه ، بنية تحتية هشة، طرقات في حالة يرثى لها ،قنوات تصريف المياه لا تقبل إلا القليل من الغيث النافع ، جسور غير أمنة، منازل (برخصها) بنيت على الأودية. فمنذ الإستقلال ونحن نعيش على وهم بناء الدولة والحال أنه بناء مغشوش عرته الأمطار وبان لنا فساد الدولة والمحسوبية في المناقصات المتعلقة بالطرقات والجسور لبعض المقاولين الذين لا هم لهم سوى جمع المال وفي ظل غياب تام للدولة في مايخص المراقبة مع حالات الرشوة التى يتحصل عليها بعض أعوان التجهيز للتغطية على تجاوزات المقاولين معرضين حياة الناس للخطر. فلو كانت الدولة تحترم نفسها لفتحت تحقيقا مع كل هاته التجاوزات ودراسة الحالات حالة بحالة ، وإعادة النظر في كيفية إسناد الرخص المتعلقة بالطرقات والجسور وقنوات الصرف الصحي ، ولكن ذلك غير ممكن لأن القائمة ستطال رؤوس كبيرة على رأس الدولة تمعشت كثيرا ومازالت على حساب شعب لا حول له ولاقوة. ولأن حاميها حراميها ، نجد بعض المتحيلين نواب ويشرعون القوانين وتحكم بإسم الشعب المغلوب على أمره.
أسامة بن رقيقة