
القيروان : شجاعة قيّم تنقذ التلاميذ من منحرف مسلّح
في جوف ليل مدينة القيروان الهادئ، وبينما كان طلاب المعهد النموذجي غارقين في نومهم العميق، كاد سكون مرقدهم أن يتمزق على يد منحرف مسلح بسكين، تسلل إلى حماهم الآمن منتصف ليلة الأربعاء. كان هدفه السطو على ممتلكات التلاميذ، وقد شرع بالفعل في فعلته بعد أن خلع باب المرقد عنوة.
ولكن لم تكن عيون الحارس الأمين نائمة، فبفضل يقظة وفطنة القيّم المسؤول السيد مراد الزريبي ( أستاذ فلسفة) الذي انتبه لدخول المعتدي، تحول المشهد من محاولة سرقة إلى مواجهة شجاعة. بعد أن استولى المعتدي على هاتف أحد التلاميذ وحقيبة ظهره، وجد نفسه وجها لوجه مع القيّم الذي تصدى له بكل بسالة.
أمام هذه المقاومة غير المتوقعة، لاذ المعتدي بالفرار فطارده القيّم دون تردد. وحين حاول اللص القفز فوق سور المعهد، سقط أرضا ليتمكن القيّم من إحكام قبضته عليه ثم سارع بإعلام مدير المعهد والاتصال برجال الأمن.
لقد أثارت هذه الحادثة الخطيرة حالة من الذعر والهلع في نفوس التلاميذ، وسلبت النوم من أعينهم، لكن شعورهم بوجود مرب مسؤول، لم يتردد في المخاطرة بنفسه لحمايتهم، أعاد إليهم الطمأنينة تدريجيا.
إن هؤلاء التلاميذ أبطال أيضا، فقد واجهوا هذا الخطر بصبر وحكمة ولجأوا إلى من كان أهلا للمسؤولية التربوية والإنسانية فأنقذهم من خطر حقيقي كان يتهددهم.
أما القيّم، فهو بطل القصة الحقيقي فبشجاعته ويقظته وتصديه للمنحرف المسلح رغم المخاطر المحيطة، أدى واجبه على أكمل وجه، وحمى أرواح التلاميذ وأمّن سلامتهم في مكان كان من المفترض أن يكون ملاذهم الآمن.