“اللي تحبّه سقّطلو، واللي تكرهه لقّطلو”…الفة يوسف

لي صديقة عزيزة عليّ توفّيت منذ أكثر من عشرين سنة، وما زالت ترافقني…علّمتني يوما جملة فككت بها سرّ الحياة:
“اللي تحبّه سقّط له، واللي تكرهه لقّط له”…
ومن يومها، ما عدت أتعجّب إذ أرى النّاس يسبّون سواهم بنفس ما يقومون به هم أو ما يقوم به أقرباؤهم…وما عدت أتعجّب إذ أرى النّاس يشمتون في العدوّ ويجدون أعذارا للحبيب…وما عدت أتعجّب عندما أرى من يبرّر الغدر والظّلم إذ يقوم بهما صاحبه، ومن يشكو منهما إذ يمسّانه هو أو أهله…
من يومها فهمت أنّ البشر عموما عاجزون عن وضع أنفسهم موضع الآخر، وعاجزون عن قراءة شبه موضوعيّة للحياة، وعاجزون عن رؤية عيوبهم وسبّاقون إلى رؤية عيوب سواهم…
من يومها وأنا أدعو الله أن ألتقي بالقلّة المتردّدة الّتي تقول:
“وما أبرّئ نفسي إن النّفس لأمّارة بالسّوء”…
أبعد الله عنّي وعنكم الواثقين الصّلفين الأنانيّين…