
المرأة في عيدها الوطني : تطورات وتحديات …سامي النيفر
المرأة نصف المجتمع.. المرأة مرآة المجتمع الذي يصلح بصلاح أحوالها.. المرأة اليوم تواجه تطورات صعبة جدا في ظاهرها مكاسب و في باطنها شوائب.. المرأة أصبحت أحيانا متسلطة قد تهين الرجل و قد توجّهه و تتحكم فيه سواء كان ملكا أو موظفا أو عاملا بسيطا.. تعيش كما تريد دون قيد أو شرط.. بعض النساء يسهرن خارجا و يتركن أزواجهن في البيت وهو مرتاح لذلك لأنه يظن أنه تخلّص منها ! بعضهن يهملن شؤون البيت و يتركن أولادهن للحضانات و الشارع و الزطلة و الحرقة و غير ذلك من الانحرافات… و بيقى دور المرأة التربوي أساسيا للأبناء في ظل استقالة الرجل أو جهله بمسؤوليته… المرأة هي التي تحافظ على زوجها و بيتها و أطفالها حتى عندما ينحرف الرجل.. المرأة هي فكر و عقل و حسن تدبير و ليست خرجات و سهريات و عمليات تجميلية و مساحيق و بوتوكس.. هناك نموذج آخر مسيء للجنس اللطيف وهو المرأة الخشنة المسترجلة وهي تفخر بذلك و تظنه قوة شخصية فلم يعد يهمها أغنية رومانسية أو شعر جميل أو مشاعر صادقة فالعلاقة مع الجنس الآخر أصبحت مادة و مصالح و صفقة بيع و شراء إلا من رحم ربك و الحال أن ذلك تبديل لطباع المرأة الحساسة الرقيقة.. فسدت أخلاق الرجال لأنهن يتبعن ما تحب النساء فالرجل الرومانسي المتخلّق أصبح ساذجا و ضعيفا و منبوذا.. في تونس و في العالم كله يستغلون النساء كسلعة في المواخير و العلب الليلية حتى في التلفزيون في برامج ترفيهية أو ومضات إشهارية لإغراء الزبون و في ذلك ظلم كبير للمرأة التي نريدها حرة مسؤولة لا ضائعة مائعة و الذنب ليس ذنبها في كثير من الأحيان… لقد تاجرت عديد الجمعيات و كثير من السياسيين بالمرأة كما تاجروا بالدّين و استعملوها لتلميع صورتهم و الحال أن بعض المطالب لا تهم إلا شريحة من النساء المرفهات و لا تهتم بالكادحات و المهمشات و المستغلات في أوساط أخرى.. بعض النساء كن متسلطات و بعضهن كن مظلومات و الصورة المثالية الوسطية للمرأة صاحبة الحقوق و الواجبات مازالت بعيدة عنا و للسياسيين نصيب هام من المسؤولية بشعاراتهم الجوفاء و تجارتهم بقضايا المرأة الهامشية دون الدخول في عمق حياتها اليومية.. تجارة كنا نستنكرها عند بن علي فإذا بمن جاء بعده يفعل مثله أو أكثر. سامي النيفر