المفارقة التونسية: مؤسسات مفلسة وأعوانها يتمتعون بامتيازات سخية
من العوامل التي ترفع من معنويات التونسيين وتدفع بهم إلى حب الإنتماء لهذا البلد وتشجعهم على مزيد البذل والعطاء، هو المساواة والعدالة الإجتماعية.
وعلى نقيض المثل الشائع لدى المثقفين، “عندما أفحص نفسي أتحيّر وعندما أقارن أطمئن”، فإن التونسي ينتابه القلق الشديد وعدم الرضى حول ما يحدث تجاه عديد المؤسسات العمومية المفلسة التي، رغم صعوبة الظرف ووضعيتها الكارثية، تقوم الحكومة بالتدخل مرارا وتكرارا لتغطية عجزها، وهي مؤسسات يتمتع أعوانها عادة بامتيازات سخية (الصوناد، الستاغ، الكنام، الخطوط التونسية، البنوك العمومية…).
وإزاء هذا الوضع، يكون رد فعل المواطن التونسي على قدر ما تفعله الحكومة، فيتفشى وباء التخاذل والركوض وراء المصلحة الخاصة والإنتهازية المفرطة وانعدام المردودية.
فكل التونسيين سواسية في الحقوق والواجبات ويركبون نفس السفينة، وشحذ الهمم لا يكون بالتواكل والتفريق والتمييز في المنح والأجور، وتلك معضلة ستؤدي بنا حتما إلى قاع الهاوية.
فكفانا ظلما وتضحية نحو هذه المؤسسات المفلسة وإلى متى سنؤازرهم ونتحمل ثمن الأوعية المهشمة، فكأننا نقول بطريقة غير مباشرة وبدون خجل للمتفوق بالقسم، لا تحفظ دروسك حتى يتمكن زملاؤك خلفك من الحصول على أعداد أفضل !
محمود