المقاومة هل هي مغامرة أم دفاعا عن شرف الأمة…حميم عاشور

المقاومة هل هي مغامرة أم دفاعا عن شرف الأمة…حميم عاشور

4 أكتوبر، 18:30

هل أخطأت حماس؟ هل أخطأ حزب الله ؟هل أخطأ الحوثيون ؟هل أخطأت إيران ؟ هل أخطأ كل هؤلاء في اعتبار إسرائيل عدوا للعرب والمسلمين

لماذا يحارب كل هؤلاء إسرائيل فيما يهرول العرب أفواجا وجماعات للتطبيع معها ؟ هل فعلا إسرائيل كيان مسالم يقبل بالتعايش مع شعوب منطقة الشرق الأوسط ؟ هل اعترفت إسرائيل بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأولها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهذا الحد الأدنى الذي قبل به الشعب الفلسطيني بناءً على قرار التقسيم في 1948؟ ثم هل ساهمت اتفاقيات أسلو (1993) التي وقعها الراحل ياسر عرفات في الاقتراب من تحقيق حلم الشعب الفلسطيني ؟ الإجابة طبعا لا فياسر عرفات نفسه اغتاله إسرائيل بعد أن حاصرت مقره وقصفته بالدبابات ثم مات مسموما بعد بضعة أشهر ومنذ ذلك الوقت والأحداث تعرف منحا دراماتيكيا مع صعود قوى اليمين الصهيونية للحكم والتي لا تخفي عدائها الصريح للشعب الفلسطيني فكان لابد من ظهور قوة مقاومة تجابه المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد كل القدس وبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية على أراض فلسطينية و مع تنامي قوة حماس العسكرية وبقية الفصائل شهدت الأراضي المحتلة جولات من المواجهة بين الاحتلال والمقاومة التي أبدعت في تسديد ضربات موجعة للصهاينة تخللتها فترات هدنة لبعض السنوات استغلها المحتل في استكمال مخططاته في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومواصلة مسلسل الاذلال اليومي للمواطن الفلسطيني بالتزامن مع حملات الاعتداء على المقدسات الاسلامية دون أن يحرك كل ذلك للعالم ساكنا فكل يوم يمر هو مسمار آخر يدق في نعش الدولة الفلسطينية فبالرغم من الوعود الدولية لتحقيق هذا الحلم منذ عشرات السنين إلّا أنه واقعيا لا شيء يحدث على الأرض فلا الأمم المتحدة قادرة على فرض قراراتها على المحتل الصهيوني الذي يتمتع بغطاء أمريكي يمنع قيام الدولة الفلسطينية ولا حتى العرب استطاعوا تقديم العون للشعب الفلسطيني المحاصر منذ 2007 في قطاع غزة حتى جاءت لحظة الانفجار في 7 أكتوبر بإطلاق معركة طوفان الأقصى كتعبيرة عن حالة القهر والظلم التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي انتفض في وجه آلة الحرب الصهيونية وقرر مواجهتها نعم ليست مواجهة متكافئة، فمنذ متى كانت حركات المقاومة عبر التاريخ ندا للقوى الاستعمارية التي حاربتها من أجل تحرير أوطانها هل كانت المقاومة المصرية ندا للجيش البريطاني ؟ هل كانت المقاومة التونسية (الفلاقة ) ندا للمستعمر الفرنسي هل كان المجاهدون في الجزائر بقوة آلة البطش الفرنسية التي قتلت في يوم واحد أكثر من 45 ألف جزائري في مجزرة هي الأفظع في التاريخ الإنساني بتاريخ 8 من ماي 1945 لتكون ضريبة تحرير الجزائر مليون شهيد هل خرج الاستعمار الإيطالي من ليبيا دون مقاومة وهل غادرت الولايات المتحدة الأمريكية الفيتنام وأفغانستان من دون مقاومة طبعا لا

نعم الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني باهض جدا مع وصول عدد الشهداء إلى 65 ألف ; قرابة 170 الف جريح في رقعة جغرافية صغيرة محاصرة بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء فلا أحد بإمكانه تصور حجم المعاناة التي يرزخ تحتها شعب يعاني من احتلال أرضه منذ أكثر من 77 عاما .

كل الدماء الزكية التي سفكت على أرض فلسطين لن تذهب سدًى فهي من سيعبد الطريق نحو نيل الشعب الفلسطيني لحريته قد يتساءل البعض متى هو؟ قل عسى يكون اقترب الوعد الحق بما أن هذا الشعب المؤمن صدق الله فلن يخذله وعدا عليه في التوراة والإنجيل والقرآن:

” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”

مواضيع ذات صلة