
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك..حكمة لم يعد لها مدلول…الازهر التونسي
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك هذه الحكمة العربية القديمة هي تعبير عن أهمية الوقت و ضرورة احترام الآجال و كذلك الحرص على حسن توظيف الزمن على مستوى الأفراد و المؤسسات و خاصة منها مؤسسة الدولة لكن هذه الحكمة لم يعد لها مدلول اليوم سواء على صعيد المشاريع الوطنية الكبرى أو على الصعيد البيئي و الصحي أو على الصعيد السياسي و لهذا السلوك تداعيات اقتصادية و مالية و اجتماعية و سياسية خطيرة و سأنطلق في تحليلي من بعض المشاريع الوطنية الكبرى فالشبكة الحديدية السريعة بتونس الكبرى و التي انطلقت أشغالها سنة 2010ليتم انجاز الخط الأول سنة 2017 و لكن بعد حوالي 5 سنوات لم ينته انجاز الخط الأول و كما هو معلوم يترتب عن هذا التأخير الفادح تكاليف إضافية باهظة تتحملها المجموعة الوطنية و كان من الممكن توجيهها لمشاريع أخرى النموذج الثاني من المشاريع الوطنية الكبرى هو الطريق السيارة صفاقس قابس و التي انطلقت أشغالها سنة 2010 على أن تنتهي سنة 2014 لكن المشروع و إلى نهاية 2018 لم يكتمل بعد و تقدمت أشغاله بنسبة تفوق 95%في ذلك التاريخ المشروع الثالث الذي سأتناوله هو مترو صفاقس فقد برمج الانتهاء من القسط الأول سنة 2022 لكن إلى نهاية 2021 لم تنطلق الأشغال بعد. أمر للحديث عن الجانب الصحي و البيئي فكما يعلم الجميع مرت تونس بظروف صحية كارثية في بداية الصائفة الماضية و يجمع كل المحللين على أن السبب الرئيسي لتلك الكارثة الصحية و ما رافقها من فقدان الآلاف من الأرواح البشرية هو عدم اتخاذ الخطوات الضرورية لمجابهة فيروس كورونا في الوقت و دفعت تونس ثمنا باهظا في الأرواح البشرية نتيجة عدم الحزم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب المثال الثاني الدال على عدم القدرة على التعامل مع الزمن هو أزمة النفايات في صفاقس فكيف يمكن لسلطة عمومية أن تبقى عاجزة عن إيجاد حل للأزمة بعد ما يفوق الشهرين؟ و من يتحمل النتائج البيئية و الصحية أهي السلط المحلية و الجهوية أم السلط المركزية ؟فأقول للمسؤولين على مختلف مستوياتهم لقد نفد الوقت.أتناول الآن المسالة السياسية فهل من المعقول و بعد مرور 4أشهر عن قرارات 25 جويلية 2021 و نحن لا نملك تصورا واضحا حول برنامج رئاسة الجمهورية للمرحلة القادمة ؟ و هل من المعقول كذلك و بعد شهرين من تنصيب حكومة بودن و نحن لا نعرف شيئا عن برنامجها الاقتصادي و الاجتماعي ؟ و هل من المعقول كذلك أن تتأخر الحكومات المتعاقبة في اتخاذ الإصلاحات الضرورية للمؤسسات العمومية و التي تمر بصعوبات أصبحت تهدد ديمومتها مما جعل المركزية النقابية تتدارك هذه اللامبالاة و تنظم يوما دراسيا للبحث في كيفية اصلاح أحدها ؟عندما نفهم أهمية الوقت و الزمن في كل المستويات ستحل أغلب مشاكنا و نتغلب على الجزء الأكبر من أزماتنا و أختم بطرح سؤال أردده دائما متى نستفيق من غفوتنا؟