انورالغريبي يكتب عن مسرحيّة غسالة البنادر: “غابت الضحكة وحضرت زكرة بريّك “

انورالغريبي يكتب عن مسرحيّة غسالة البنادر: “غابت الضحكة وحضرت زكرة بريّك “

14 أوت، 21:02

مسرحيّة “غسّالة البنادر” لفرحات هنانة وسفيان الدّاهش: غابـــــــت “الضّحكــــــة”.. وحضـــرت “زُكـــــــرة بريّـــــــك”! غابت الابتسامة الهادفة، والضّحكة القادمة من أعماق القلب في عرض مسرحيّة “غسّالة البنادر” للثّنائي الكوميدي فرحات هنانة، وسفيان الدّاهش على ركح مهرجان ليالي المهدية الدولي، وحضرت “زُكرة بريّك” ذاك التّوصيف المُتداول في الأوساط الشّعبية لـ”زكّار” الحُومة” الهاوي “الرّعواني” الموجود دائما كالملح الذي لا يغيب عن طعام في “الزّهويّات”، و”السّهريات” العائلية التي عادة ما تسبق حفلات الأعراس بضجيجها، و”عركات البانديّة” أحيانا على امتداد “البطاحي”، والحارات، وأزقّة الأحياء السكنيّة. حضر “بريّك” بطل المسرحيّة الأول “مُمتشقا” “زُكرته” فلم يُفلح إلاّ في عزف “النّشاز” بحركاته البهلوانيّة العشوائيّة، وصياحه المُنفّر، وضحكاته الهستيريّة التي عُرف بها الفنّان فرحات هنانة من خلال شخصيّة “المنجي” في سيتكوم “نسيبتي العزيزة”، أمّا دور رئيس الفرقة “رابح” الذي تقمّصه الفنّان سفيان الدّاهش فقد حضر هو الآخر بطبلته، ومواويله الصدّاحة، و”ضماره” المُستنسخ في عديد المواقف الهزليّة من شخصيّة حامد الكزدغلي “ولا داعي لرُكوب البرداعي” مُحاولا تمرير إسقاطات سياسيّة، ونقد ظواهر اجتماعيّة ممزوجة هذه المرّة بإيحاءات جنسيّة ساخرة دون توظيف مُحكم لإضحاك الجمهور، و”استدرار” تفاعله، وتصفيقه عبر سطور نصّ بدا مُرتجلا إلى أبعد الحدود خال من الإبداع، والتّجديد، وضعيف الحبكة مع تطعيمه بـ”ـكليشيهات”، ونُكت مُكرّرة حفظها الجمهور عن ظهر قلب إلى حدّ الملل. ورغم القيمة الفنّية التي لا يرقى إليها شك للثّنائي الكوميدي فرحات هنانة، وسفيان الدّاهش، ونجاحهما اللاّفت في أداء أدوار تلفزيّة مهمّة فإنّهما، وبكلّ أمانة خيّبا في هذا العمل المسرحي انتظارات الجماهير إن على مستوى النصّ، أو الأداء الرّكحي، أو حتّى على مستوى الإضاءة، واختيار المقاطع الغنائيّة، والمؤثّرات الصّوتية التي “شوّشت” تركيز المتلقّي في غالب الأحيان عن متابعة نسق أحداث المسرحيّة بالنظر إلى سقوطها في فخّ الاستسهال الذي وصل إلى حد التّهريج لاعتقادهما ربّما أن “استثمار” شهرة اسميهما الواسعة يمكن أن يمنحهُما دون أدنى جهد أو اجتهاد تأشيرة عبور إلى قلوب الناس، وانتزاع ابتسامة، أو ضحكة من القلب اقتطعت من أجلها الجماهير تذاكرها علّها تروّح عن النفس، وتنسى ولو إلى حين قتامة الواقع المرير!

أنور الغريبي (الشــــروق – السبت 13 أوت 2022)

مواضيع ذات صلة