
بعد انتشار الجريمة بها : إنها صفاقس وليست شيكاغو أو لاس فيغاس
بالرغم من جمال عاصمة الجنوب وبهائها، وطيبة ناسها وكثرة متاجرها وتفاني عمالها وجدية رجالها وحياء نسائها، إلا أنها أصبحت مدينة لا يطيب فيها العيش بعد الانتشار الكبير للجريمة، جرائم في منتهى الوحشية كما هو الحال مع عملية الذبح التي تعرضت لها عائلة بأكملها في منطقة حي الحبيب شمال المدينة.
هذه الحادثة البشعة التى هزت الرأي العام ليس في صفاقس فحسب بل في كامل البلاد، تطرح أكثر من تساؤل عن الدوافع الكامنة وراء ارتكاب جرائم بهكذا وحشية؟ جرائم تحدث بصفة متواترة، رغم المجهود الكبير الذي تبذله المؤسسة الأمنية للحد منها، إلا أنها متواصلة لأن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي، الدور موكول أيضا لعلماء الاجتماع والتربية وعلماء النفس وعلماء الدين من خلال دراسة هذه الظاهرة وإيجاد الحلول الكفيلة للحد منها. المؤسسة التربوية لها دور أيضا في الحد من الوقوع في براثن الجريمة، عبر المناهج التعليمية المتبعة التى تظهر بشاعة الجرائم والآثار المترتبة عليها، دون أن نغفل أيضا عن دور الأسرة الدعامة الأولى لحماية الفرد من الوقوع في شراك الجريمة.
أسامة.