
بعد حجز 15 طناً من الزقوقو الفاسد .. يبدو والله أعلم أنّ ما خفي كان أعظم .
أعلنت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية في تونس عن مصادرة وإتلاف أكثر من 15 طناً من الزقوقو والفواكه الجافة الفاسدة، في خطوة رسمية أثلجت بلا شك صدورنا المجمّدة .. وهزت مشاعرنا المحنّطة ..
ولكن دعونا أيضا نكون صرحاء: فإذا كانت هذه الكمية فقط هي التي تم اكتشافها في إطار مناسبة دينية .. فكم مازال إذن في الأسواق من مواد غذائية أخرى تهدد حياة المواطن بفساد صامت ، وتهمس لنا بخبث العارف العالم : أنّ ما خفي كان أعظم ؟
الزقوقو أصبح اليوم نجماً إعلامياً .. والحديث عن صلاحيته يشغل عقولنا بلا شك .. ولكن خوفنا صار أكبر من مواد غذائية أخرى تمر إلى موائدنا وأجسادنا مرور الكرام بلا رقابة ولا متابعة .. وربما تحمل معها مفاجآت أقل رومانسية وأكثر سمية..
وما يجعل الأمر أكثر إثارة للقلق هو أن المراقبة الصارمة تبدو موسمية .. أو مرتبطة بمناسبات محدودة تُعد على أصابع اليد الواحدة .. وهنا تكمن المشكلة .. فالغذاء ليس احتفالاً يمكن تأجيله .. بل ضرورة حياتية يومية تستحق متابعة دائمة لا تُترك للصدف أو لمناسبة رسمية عابرة …
ولذلك سنبقى دائما على استعداد للتساؤل : هل أنّ كل ما نضعه على موائدنا آمن أم لا ؟ وهل أنّ كثرة الغش هي من قلة الرقابة .. أم توجد أسباب أخرى تستحق البحث والدراسة ؟
أسئلة كثيرة تشغل عقولنا وتفكيرنا .. وتهدأ نفوسنا قليلا .. ونحن نستشعر ذكرى المولد النبوي الشريف. فالفرحة لا تأتي فقط من الطعام .. بل من عظمة الإيمان بالله ورسوله .. وفرصة في هذه الذكرى الشريفة أن نتذكر مولد الرسول الكريم ونُحيي سننه .. ونحدث أبناءنا عنه وعن فضائله ..
فكل عام وأنتم بألف خير .. وجعل الله أيامكم مليئة بالبركة .. والطمأنينة الدائمة .. والأطباق الصحية … بعيداً عن أي مفاجآت فاسدة.
إلياس القرقوري
إعلامي وكاتب صحفي