بعد فقدان الأدوية : بعد اليوم لا حق لكم في المرض…

بعد فقدان الأدوية : بعد اليوم لا حق لكم في المرض…

14 ديسمبر، 17:30

منذ أشهر وغالبية  المرضى في تونس  يعيشون حالة من  الخوف من المصير المجهول، على أنفسهم و عائلاتهم ، بسبب فقدان أدوية حياتية .

فهؤلاء المرضى لم يعد يعنيهم توفير السكر والخبز والسميد ، وانما  صارت أقصى أحلامهم توفير الدواء ولو بسعر مضاعف.  “منذ قرابة الشهر وأنا بصدد البحث عن دواء الغدد ، ليست لقلة ذات اليد بل لفقدانه من الصيدليات.” بهذه العبارات حدثنا احد المرضى بعد أن عجز عن توفير دواء الغدد .مريض آخر مصاب بضغط الدم ، تحدث لموقع الصحفيين بصفاقس ، ” لم أحصل على الدواء في تونس ، في المقابل مازلت انتضر جرعات من الخارج عن طريق احد اقاربي”.  وبكلمات متقطعة  وكلام غير مسترسل تحدث لنا أمين “لم أجد الدواء لوالدي لا داخل صيدليات الضمان الاجتماعي ولا في الصيدليات الخاصة، حتى صرت في حيرة من امرى ، فوالدي لا يمكنه الانقطاع عن دوائه ولو ليوم واحد”.  مضيفا ” طرقت جميع الأبواب  ووجهت نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الإجتماعي وقمت بالاتصال بجمعيات لكي أضفر بجرعات من الدواء”. 

هذه عينة صغيرة من المعاناة اليومية التى يعيشها التونسيين مع فقدان الأدوية كضغط الدم والسكري والغدد والجهاز التنفسي والأمراض النفسية ومرضى السرطان… معاناة  أغرقت المواطن  في بحر من التساؤلات عن مصيره ومصير عائلته، لأن الشأن هاته المرة يهم قطاع حيوي لا يمكن الإستغناء عنه. 

معادلة  جعلتنا نقر من خلالها أن الحياة أصبحت صعبة، وحتى المرض لا حق لنا فيه. فالدواء  لم يعد لنا الحق فيه ،  وفقدانه ربما يعجل بالاجل قبل فوات الأوان. ولكن الغريب في الأمر أن جل الادوية المفقودة يقع صنعها في تونس وهو ما يطرح أكثر من سؤال؟ الدولة مطالبة أيضا برفع الميزانية المخصصة لإستيراد  الأدوية وإصلاح الهياكل المتداخلة في عملية التزويد (الصيدلية المركزية) ودعم الصناديق الاجتماعية.
أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة