بيان فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية

بيان فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية

5 ديسمبر، 17:00

يتابع فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية بقلق بالغ التدهور المتواصل في المرفقين الصحي والاجتماعي، وما أصبح يميّز خدماتهما من نقائص خطيرة في الاستجابة للحاجات الأساسية للمواطنين، سواء من حيث ضمان الحق في العلاج أو توفير منظومة حماية اجتماعية فعّالة تحفظ الكرامة الإنسانية. إنّ هذا التراجع البنيوي، الناتج عن سياسات عمومية بقيت في حدود الشعارات دون تنفيذ فعلي، انعكس مباشرة على حياة المواطنين، ولا سيما الفئات الهشة.
وفي هذا السياق، يسجّل الفرع خطورة الوضعية الاجتماعية والإنسانية لسيدة أصيلة معتمدية السواسي، التي تعيش وأسرتها ظروفًا قاسية بعد إصابة زوجها بضرر صحي خطير. فرغم حالته الحرجة، لم يتلقَّ زوج السيدة العلاج الضروري، إذ طُلبت منه مبالغ مالية كبيرة من قبل إدارة المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية لإجراء عملية جراحية مستعجلة لم تُنجز في الوقت المناسب، مما أدى إلى تعكّر وضعه الصحي وتعميق معاناة الأسرة.ومع تواصل هذا الإهمال الصحي والاجتماعي، وتراكم الضغوط اليومية على الأسرة دون أي تدخل فعلي من الهياكل المعنية،
ولعدم تلقيها أي دعم فعلي رغم ترددها على السلط المحلية والجهوية وطلبها المساندة الاجتماعية العاجلة، بلغ اليأس بهذه السيدة حدّ الإقدام على إضرام النار في جسدها احتجاجًا على التهميش الذي تعيشه. وهي تتلقى حاليًا العلاج بمركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس.
إن فرع الرابطة بالمهدية يحمّل السلط المحلية والجهوية والهياكل الصحية المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع المتردّي، سواء بسبب الإخفاق الفادح في توفير الحماية الاجتماعية أو نتيجة غياب التدخل الفعلي لضمان الحق في العلاج والعيش الكريم.
ويدعو الفرع إلى:

  1. التدخل العاجل لضمان المساعدة الاجتماعية والصحية الضرورية للأسرة.
  2. تحميل الهياكل الصحية مسؤولياتها في توفير العلاج دون تمييز أو شروط مالية تعجيزية.
  3. فتح تحقيق إداري في أسباب تجاهل مطلب العائلة وتدهور الوضع الصحي للزوج.
  4. إرساء آليات شفافة وعادلة للتعامل الإنساني مع الحالات الاجتماعية المستعجلة.
    ويؤكد فرع الرابطة أن ما حصل ليس حادثًا معزولًا بل هو مرآة صادقة لعمق الأزمة التي تعيشها منظومتا الصحة والحماية الاجتماعية. كما يبرز بوضوح أن السياسات العمومية التي يعلنها رأس السلطة التنفيذية بقيت مجرّد تصريحات لا تجد طريقها إلى الإنجاز ولا تُحدث أي تغيير ملموس في واقع الناس ومعاناتهم اليومية.

مواضيع ذات صلة