تفشي الجهل في تونس أخطر من تفشي الكورونا…الازهر  التونسي

تفشي الجهل في تونس أخطر من تفشي الكورونا…الازهر التونسي

3 جوان، 21:05

لاحظت في الأيام الأخيرة توارد مجموعة من الأخبار و الأحداث و التي تبدو عادية و لكنها حسب رأيي لها دلالات و يمكن أن نجد رابطا بينها وهي في علاقة بانتشار مرض الكوفيد في بلادنا تونس و عدم قدرتنا على الحد من هذا الانتشار و سأبدأ باستعراض البعض منها :*نشرت إحدى القنوات التلفزية سبرا للآراء تبين من خلاله أن 53% من التونسيين لا يخشون الكوفيد وهي في ٍرأيي نسبة مرتفعة تعكس تعود التونسيين على الموت اليومي بالعشرات كما تعكس حالة الإحباط العامة و اليأس المتعاظم التي نجدها في المجتمع التونسي ( رد فعل رافض للواقع على غرار قوارب الموت و مغامرات الهجرة السرية)*تم تمتيع المربين الذين تجاوزت أعمارهم 50سنة و الذين يعانون من أمراض مزمنة بمختلف أسلاكهم بالأولوية في التلقيح ضد الكوفيد و نظمت حملة تلقيح خاصة للغرض و مما استرعى انتباهي هو التفاوت الكبير بين تقديرات المندوبيتين الجهوتين للتربية بصفاقس لمن لهم حق في التلقيح و الذين قدر عددهم بحوالي 10آلاف لكن الحصيلة النهائية حسب ما نشرموقع الصحفيين التونسيين بصفاقس هي دون الخمسة آلاف و هذا حسب ٍرأيي رقم مفزع و له دلالات فلهذا الحد لم يشعر عدد هام من المربين بالخطر الداهم ثم و الأخطر ألم يدرك المتخلفون عن التلقيح أن في هذه العملية حماية لهم و لزملائهم و لتلاميذهم و هذا يجعلني أقترح منع كل مربي قابل للتلقيح و تخلف عن ذلك من دخول المؤسسات التربوية*روى لي أخي أنه في يوم الأمس أجبرته الظروف على التنقل لوسط المدينة بواسطة سيارة تاكسي جماعي و كان الحوار بين الركاب حول التلقيح و من الحجج المقدمة لرفض التلقيح هي أن اللقاح هو من صنع الكفار و لذا وجب رفضه فهل بعد هذا الجهلوت جهلوتا ؟و هنا دعوة لأيمة المساجد و الجوامع بتخصيص خطب الجمعة لأسابيع متتالية للدعوة للإقبال على التلقيح ثم أين اختفى ممتهني الفتاوى لإصدار فتوى تحرم رفض التلقيح و ذلك للحفاظ على النفس البشرية و لدرء الضرر عن الناس* حكى لي قريبا لي من الثقات أن يوم الأحد الفارط و في إحدى قرى ولاية المهدية تم تسخير سيارة بمضخم صوت تجوب شوارع القرية و تدعو الناس للتلقيح و لكن لا مجيب ثم الأدهى والأمر هو غياب كلي لدى الناس لوسائل الوقاية و بعد هذا من يتحمل مسؤولية انتشار الوباء؟* من الأرقام الرسمية المقدمة هو ضعف الإقبال على التسجيل في التلقيح ففي ولاية القيروان و التي تسجل اليوم أعلى نسب الإصابة و أصبح الوضع الوبائي بها كارثيا لم تتجاوز بها نسبة من يحق لهم التسجيل في منظومة ايفاكس 7% وهي نسبة تغني عن كل تعليق*هناك من يفسر ضعف التسجيل بالظروف التي نجدها في الأرياف من غياب التغطية الهاتفية و تباعد المسافات و هذا حسب رأيي تعليل ضعيف لأن التغطية الهاتفية في البلاد التونسية تكاد تعادل مائة بالمائة ثم و حسب المعهد الوطني للإحصاء فإن نسبة تزويد المساكن الريفية في تونس بالتيار الكهربائي تجاوزت 95% و أكاد أجزم أنه قلما تجد بيتا في تونس لا نجد به مذياعا و تلفزيونا و هاتفا جوالا على الأقل لذا فهذه الحجة لا تفسر هذا العزوف مجمل القول نحن أمام تفشي الجهل في المجتمع التونسي و حسب رأيي فإن هذا التفشي هو أخطر من تفشي الكورونا

مواضيع ذات صلة