حادثة جربة …ربّ ضارة نافعة ……حافظ كسكاس

ما حصل ليلة البارحة في جزيرة الاحلام جربة عمل ارهابي متكامل الاركان وكان من شبه المستحيل منع ذلك لان ما حدث لم يكن اكبر المتشائمين والمشككين ان يفكّر فيه وفي طريقة التنفيذ ونفهم ذلك من ثقل الفاتورة على مستوى الارواح …لا احد كان يفكر ان يقوم امني اقسم على حماية ارواح الناس وان يستبدل ارواحهم بروحه …ولكن ماذاعسانا ان نقول اليوم ؟

لا اظن ان كل ما يقال اليوم يفيدنا في اي شيء وان تحاليل بعض المنابر الاعلامية قد تعكّر الوضعيّة وتؤثر على صورة تونس من حيث يعلمون او لا يعلمون وكله من اجل السبق الصحفي والتفرّد بالمعلومة والسبق والتفرّد من اكبر اعداء الاعلاميين والصحفيين ان لم يحافظ على احترام ميثاق العمل الصحفي .

اليوم يجب التحرّي فعلا عن اسباب الحادث وعن علاقة هذا العون (وغيره) بالجماعات الارهابية التي قد تستقطبهم وتقوم كالعادة بغسل ادمغتهم وحشوها بالكره لكل ما هو جميل وبالحقد على الكل مستغلين ربما الخلل النفسي لدى البعض .

الحادثة لم تؤثر على تونس -فقط لان مثلها يقع في كل اركان المعمورة – بل عززت صورتها النقيّة في كل العالم وانقلب السحر على الساحر خاصة امام المردود الرائع والشجاع لقوات الامن التونسية التي منعت كارثة حقيقية وهو ما نوهت به الدول العظمى والسياح الذين يقيمون في نزل جربة الرائعة روعة هذا الوطن رغم ما يريده العقل المتكلّس ان يزرعه ولكنه يخيب في كل مرّة وتبرهن تونس انها ارقى منهم وانها ارض التسامح والحب وانها تتوشح بالبياض عكس السواد الذي يملأ عقولهم وقلوبهم ورغم تنكّرهم لما قدّمته لهم البلاد

تونس عصية عليكم وما تفكّرون فيه لن يحصل لانكم ظلاميون وقتلة ولم يكن التونسي ابدا هكذا

اليوم واجبنا ان نعمل وان نعمل وان نعمل فقد بدانا نخرج من عنق الزجاجة ولن تكون الولادة سهلة في ظل ما نعيشه من محاولات نهش لجسد يرفض الانحناء وسيبقى دائما واقفا معتدّا بنفسه رغم كل شيء

ولا عاش في تونس من خانها