حادثة وفاة الحجاج التونسيين لا يجب ان تمر مرور الكرام..
ان حادثة وفاة الحجاج التونسيين لا يجب ان تمر مرور الكرام فهي ارواح ازهقت بمسببات مختلفة… ولم تعد الاجراءات الاقالية لها معنى ما لم تبنى الحلول والاصلاحات على منهجية علمية واضحة ومظبوطة المفاهيم… وتجد لها حلولا تشريعية وردعية… يقوم على مبدا ضبط العمل بوضوح ومحاسبة جادة طبقا لهذا الضبط… وهو ما تحدثت عنه مرارا وتكرارا تحت ما يسمى التخلي عن الضمير المعنوي وابداله بالضمير الالي…
نبدا بالادارة والبعثة اذ يجب ان يمنع منعا باتا اي فرد يذهب في هذه المهمة الابتعاثية من اداء فريضة الحج… اذ كل مبتعث هو في مهمة عمل وليس في مهمة تعبدية… من اراد ان يحج فليحج من ماله الخاص وليس على حساب الدولة… هو متواجد هناك للعمل على العناية بالحجاج التونسيين… واذا حج فهل تراه سيهتم بالحجاج ام سيهتم باتمام شعائره… وعليه وجب فرض تعهد كتابي يلتزم فيه بكل ما اقى في الوصف المهني ومتطلباته واذا ما اخل بهذا العمل يعاقب بغرامة كبيرة.. وعليه ان يكون طوال وقت العمل لابسا لزي عمله…
والاختيار يكون طبق تقييم وامتحان على الحواسيب في نفس الوقت من خلال الاسئلة QCM تجهز كل في نطاق مهامه…
حتى الوعاظ الدينيون عليهم ان يتعاملوا مع الحجيج مثل المرشد السياحى بمرافقة دائمة للفريق الذي تحت رعايته وفي اتصال دائم غير منقطع مع مجموعته… وطبعا ان يعتمد اسلوب القرعة في الاختيار بين الناجحين من اعضاء البعثة ولا يعود احد للابتعاث الا اذا اكمل جميع المشاركين الناجحين استفاء حظهم من الابتعاث…
وهذا ينطبق ايضا على العمرة بحكم ان العمرة والحج تشرف على تنظيمها الدولة… ويمكن تدريب الهيئة الجديدة عبر رحلات العمرة…
اما الباب الثاني فيكون عبر فتح تحقيق قضائي للكشف عن الهيئات المتسببة في هذا التغرير بالحجاج غير النظاميين وعلى النيابة ان تفتح تحقيقا قضائيا في هذا الجرم ويعاقب كل من خالف القانون وتسبب في هذه الوفيات… ولا يفوت الدولة ايضا ان تبحث مع الذين عادوا سالمين من الحج وكانوا حجاجا غير نظاميبن عن الكيفية التي ذهبوا بها وهل خالفوا القانون وتبحث عن الثغرات القانونية لسدها بنص تشريعي…
ختاما مازلت لم افهم الى اليوم لماذا الحج في تونس يلزم الحجيج بالبقاء شهرا كاملا.. وبالذهاب الى المدينة المنورة.. مما يرفع تكلفة الحج على المواطن ولهذا يذهب باحثا عن سبل اخرى تكون ارخص… فعلى الدولة ان تفكر جديا في نقليل مدة الاقامة وتقتصد الكثير من المصاريف فاسبوعا يكفي لاداء هذه الفريضة وقد يصل تخفيض كلفة الحج الى النصف مما يمكن الكثيرين من الحج النظامي المراقب والامن…
سفيان عبد الكافي