
حدث في مثل هذا اليوم: نهاية حرب الأيام الستة بهزيمة العرب.
في العاشر من جوان 1967 منيت الجيوش العربية بهزيمة أمام الجيش الإسرائيلي . ويُطلق العرب على هذه الحرب -التي استمرّت 6 أيام- اسم “نكسة حزيران”، أو “حرب الأيام الستة”.
وخاضت هذه الحرب مع إسرائيل كل من مصر وسوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، وبعد فوزها في هذه الحرب احتلت إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة، قدرت تقريبا بثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.
مثّلت القضية الفلسطينية عنصراً أساسياً في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي جسّدته هذه الحرب، إذ كانت الأراضي الفلسطينية التي لم تحتلّها إسرائيل عام 1948، تخضع آنذاك لإدارتين عربيّتَين، الأولى مصرية مسؤولة عن قطاع غزة، والثانية أردنية مسؤولة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وكانت المقاومة الفلسطينية في هذه الفترة -وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964- تعمل من مخيمات اللجوء في دول الشتات، خاصة في سوريا ولبنان والأردن، وتقود عمليات فدائية ضد إسرائيل.
كان من نتائج هذه الحرب خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.
مراحل الحرب:
ـ قامت إسرائيل في الساعة 8:45 دقيقة صباح الاثنين الخامس من جوان -ولمدة 3 ساعات- بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل.
ـ توزعت الغارات على 3 موجات، نفذت الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة، ودُمّر فيها 25 مطارا حربيا وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.
ـ طبقا للبيانات الإسرائيلية فإنه تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية منها:
30 طائرة تي يو-16.
27 طائرة إليوشن قاذفة.
12 طائرة سوخوي-في.
90 طائرة مقاتلة ونقل ومروحية.
ـ ردا على الضربة الجوية الإسرائيلية، قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن. أما الطيران السوري فقد قصف مصافي النفط في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية جوا بلدة نتانيا على ساحل البحر المتوسط.
ـ لم تكتف إسرائيل بقصف السلاح الجوي المصري بل قصفت عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان، ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل ومروحيتين.
ـ كما قصفت المطارات السورية ومنها الدمير ودمشق، ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 إليوشن 28 قاذفة. وهاجمت القاعدة الجوية هـ3 في العراق.
ـ ذكرت المصادر الإسرائيلية أن 416 طائرة مقاتلة عربية دُمرت، بينما خسرت إسرائيل 26 طائرة مقاتلة.
الجبهات ويوميات الحرب
اعتمدت إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967 على الطيران وعلى جيشها البري في كافة الجبهات العربية المحيطة بها، والتي توزعت على الجبهات التالية:
الجبهة المصرية
ـ كانت الجبهة المركزية بالنسبة لإسرائيل، وجرت أحداثها العسكرية والدبلوماسية خلال أيام الحرب الستة كالآتي:
ـ اليوم الأول: انطلقت في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية مباشرة -وفي الساعة 9:15- تشكيلات القوات البرية الإسرائيلية لتخترق الحد الأمامي للجبهة المصرية في سيناء بـ3 مجموعات عمليات.
ـ في ساعة متأخرة من المساء استطاعت -بهجومها على المحاور الثلاثة الشمالي والأوسط والجنوبي- تدمير فرقتيْ مشاة النسق الأول السابعة والثانية، اللتين كان يرتكز عليهما النظام الدفاعي المصري.
ـ اليوم الثاني: صباح السادس من جوان سقطت العريش وانفتح المحور الشمالي أمام القوات الإسرائيلية المدرعة.
ـ كانت مهمة الطيران الإسرائيلي طوال اليوم هي تثبيت الوحدات المدرعة في الممرات الجبلية، وفي مساء اليوم نفسه أذاعت إسرائيل أن عناصر قواتها وصلت إلى قناة السويس مما أصاب جنود الجيش المصري بالذعر، في حين أطلق عليه الغرب “الحرب الخاطفة”.
ـ في مساء هذا اليوم أيضا تمكن الإسرائيليون من الاستيلاء على مدينتيْ غزة وخان يونس في قطاع غزة الذي كان يخضع آنذاك للسيادة المصرية.
ـ كان نائب القائد الأعلى للقوات المصرية عبد الحكيم عامر قد أصدر في الساعة الخامسة مساء أمرا بالانسحاب العام لجميع قوات سيناء إلى غرب قناة السويس، على أن ينفذ على مراحل وخلال الأيام التالية، وهو القرار الذي أثر سلبا على أداء الجيش المصري وعلى مسار الحرب بالنسبة له.
ـ أما على الصعيد الدبلوماسي الدولي فقد صدر ذلك اليوم قرار مجلس الأمن رقم 233 بوقف إطلاق النار، وهو ما كان يعني حينها إقرارا دوليا باحتلال إسرائيل أراضي مصرية وحرمان مصر من حقها في استعادتها.
ـ اليوم الثالث: كان على القوات المصرية صباحا وفي وسط سيناء مواجهة 3 مجموعات عمليات، وظهرت في هذا اليوم -الذي تركزت فيه العمليات على الجبهة المصرية مع وقف إطلاق النار على الجبهة الأردنية- بوادر الانهيار التام للقوات المصرية مع قرب وصول القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس.
ـ اليوم الرابع: مع قرب وصول القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس بدأت في هذا اليوم الاستعدادات للدفاع عن القاهرة من مدخليْ السويس والإسماعيلية.
ـ جرى حديث بين السوفيات والرئيس عبد الناصر عن وقف القتال على الجبهة المصرية، في الوقت الذي شكلت فيه الوحدات المصرية المدرعة الباقية سدا دفاعيا وسط سيناء، ولكن مع قبول مصر وقف إطلاق النار كانت قد انهارت الدفاعات المصرية الباقية شرق القناة، وبدأ الارتداد العام والانسحاب من سيناء.
ـ اليوم الخامس: قامت القوات الإسرائيلية في هدوء باحتلال سيناء كلها حتى شرم الشيخ، باستثناء الخط من رأس العش شمالا وحتى شرق بور فؤاد الذي ظل تحت سيطرة القوات المصرية.
ـ على الصعيد الدبلوماسي الدولي صدر في هذا اليوم قرار مجلس الأمن رقم 235 لتأكيد وقف إطلاق النار، بينما أعلن عبد الناصر في أعقاب هذه الخسارة تنحيه عن السلطة.
ـ اليوم السادس: إثر تنحي الرئيس عبد الناصر؛ استقال عبد الحكيم عامر ووزير الحربية شمس بدران، وخرجت مظاهرات شعبية ترفض قبول تنحي الرئيس وطالبت بعودته، فوافق عبد الناصر على ذلك وعاد إلى الحكم.