حديثُ الجمعة : فضل قول لا إله إلا الله
يتلخص فضل قول لا إله إلا الله فيما يأتي:[١] براءة من الشرك، وهي كلمة التقوى والإخلاص والتوحيد، إذ إنَّ الله تعالى خلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب لأجلها، ولها أيضًا أعدّ الله دار الثواب ودار العقاب، وأمر الرسل لأجلها بالجهاد. مفتاح الجنة، ودعوة الرسل، ومن فضلها أنَّه من كانت آخر كلامه في الدنيا دخل الجنة، فوجبت بها المغفرة، كما ينجو بها المسلم من النار. سبب في دخول الجنّة والعتق من النار، إذا استوفت شروطها، وانتفت موانعها. نعمة أنعمها الله على عبادة أن عرّفهم بها، كما يُعصم بها دم قائلها وماله، أمّا من أباها فإن ماله ودمه مهدور. أفضل الكلام، وأحبّه إلى الله تعالى، وهي أوّل ما دعا إليه الرسل الكرام عليهم السلام، وأوّل ما دعا إليه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.[٢] فضل قول لا إله إلا الله في السنة النبوية إنَّ كلمة الشهادة (لا إله إلا الله) هي أفضل الذكر بعد القرآن الكريم،[٣]وهي أثقل شيءٍ في الميزان، تمحو الخطايا والذنوب وتجدد الإيمان، وحين يتلفظ بها المسلم فإنّها تصعد إلى السماء وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله جلّ جلاله، وهي أفضل الأعمال، تحفظ المسلم من الشيطان الرجيم، وتضعف الأجر وتعدل عتق الرقاب، ومن قالها مخلصًا فإنّها تحرّم عليه النار.
[١]، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في فضلها أنه قال: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه).
[٤] معنى لا إله إلا الله تعني كلمة التوحيد كما عرّفها العلماء أنّه لا مستحق للعبادة إلا الله تعالى، وهي بذلك تتكوّن من ركنين أساسيين هما نفي الألوهية الحقّة عن غيره سبحانه تعالى، والركن الثاني هو إثبات الألوهية الحقيقية لله تعالى دون سواه،[٥] فـ (لا إله) تنفي كلّ شيء يعبد من دون الله، أمّا (إلا الله) فتستلزم إثبات جميع أنواع العبادة وتوجّهاتها لله تعالى وحده دون غيره، فالله لا شريك له في ملكه ولا شريك له في عبادته أيضًا.[٦]