حديثُ رمضان : الصيام جنة وحصن حصين
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الصيامُ جُنَّةٌ وحِصْنٌ حصينٌ مِنَ النارِ”. شرح الحديث تقدّم معنى الصيام الجُنّة واختلاف العلماء في ذلك فقال بعضهم هو وقاية وستر من النار وقيل هو وقاية من الآثام، وقيل هو وقاية من كليهما، وقد قال ابن العربي رحمه الله: “إِنَّمَا كَانَ الصَّوْمُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ لِأَنَّهُ إِمْسَاكٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَالنَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إِذَا كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا كَانَ ذَلِكَ سَاتِرًا لَهُ مِنَ النارفي الْآخِرَةِ”، ومن الضروري التنبّه إلى أنّ الصوم يكون ساترًا للعبد من النار بقدر التزامه وتجنّبه لما يخدش صومه ويُفسده، فيصونه عن جميع هذا حتّى يحصل له أجره كاملًا ويُضاعف الله تعالى حسناته فيه، وقد أخذ بعض العلماء من هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تبيّن فضل الصيام أنّ الصوم هو أفضل العبادات البدنية، وذلك لكثرة فضائله وعظيم ثوابه.