
حمّى ملصقات الإنتماء المهني على بلور السيارات: لماذا انتشرت بهذا الشكل؟
قبل تفشي فيروس كورونا وما خلّفه من انتكاسات وذعر لدى المواطنين والعائلات، انتشرت في بلادنا ظاهرة ملصقات الإنتماء المهني على البلور الأمامي للسيارات.
فقد أصبحنا اليوم نشاهد فسيفساء من أنواع الملصقات لأسلاك عديدة ومختلفة من ذلك مثلا عمادة الصيادلة وعمادة الأطباء وعمادة المهندسين وعمادة المهندسين المعماريين وجمعية القضاة وهيئة المحامين وهيئة العدول المنفذين…وهو، حسب رأينا، سلوك غير بريء في بلادنا ويهدف إلى التأثير على الآخرين وكأنه يجلب الحماية لصاحبه، أو علامة تميّز لإبراز المكانة العالية التي يتمتع بها المعني بالأمر.
فوق هذا وذاك، حصل في الماضي وخاصة في العهد البائد، أن بعض الأمنيين أو أعوان الديوانة، يتركون سياراتهم الخاصة في أماكن يحجر فيها الوقوف ويبقون قبّعاتهم في مكان بارز من البلور الأمامي أو الخلفي حتى يقع التغاضي عن المخالفة وعدم وضع الكبالات أو حجز السيارة.
أقول لهؤلاء أنتم واهمون وكلنا من الإطارات العليا للبلاد ولم نسقط يوما واحدا في فخ التفاهة والمحسوبية، ونصيحتي إليكم أن تعملوا بوفاء وإخلاص من أجل مناعة هذا الوطن مهما كانت انتماءاتكم حتى لا تكونوا كمثل الذي قام بصدقة تجاه أحد المساكين ثم خرج يتفاخر بما فعل أمام الناس.
وتخيّلوا أيها القرّاء المحترمون، أن يقوم الموظف السامي بالدولة (مدير عام أو مستشار وزير أو ملحق بديوان رئيس الجمهورية أو مكلف بمأمورية…) بتعليق شارة العمل أو بطاقة الزيارة على بلور السيارة، فكيف ستكون الصورة؟
ولذا، لا بد من إيقاف هذه المهزلة والفوضى، والعمل على استصدار تراتيب تشريعية تحجّر وضع الملصقات على بلور السيارات مهما كان نوعها إشهارية أو غيرها، ما عدا تلك التي تتعلق بالتأمين والفحص الفني ورخصة الجولان دون سواها، درءا لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى سوء الفهم أو أي انحراف محتمل، وتكريسا لمبدأ المساواة بين جميع التونسيين.
محمود